أشار رئيس "التيّار الوطني الحر" النّائب جبران باسيل، في كلمته خلال عشاء هيئة قضاء البترون في "التيّار"، إلى أنّ "هنا البيت والأهل ورفاق الصّغر ورفاق العمر، هنا ولدنا وهنا نندفن. هنا ننظر إلى ماض وتاريخ وتراث نعتزّ بهم، وبحاضر "منشوف حالنا" به، وبمستقبل نحلم به. هنا نقدّم مدينتنا ومنطقتنا نموذجًا لكيف نرى أنّ لبنان يجب أن يكون".
ولفت إلى "أنّني لن أقول ما قمنا به للبترون لأنّ النّاس الأوادم و"يلّي ما بيزعبروا" يعرفون، وليس مثل بعض النّواب الّذين يعرفون الخبر بالإعلام فيتبنّوه، و"هنّي بيكونوا مش بس مش حاكيين الوزير، هني بيكونوا ما بيعرفوه!"، مشدّدًا على أنّ "لدينا مشكلة كبيرة جدًّا ومعيبة بحقّنا في البترون، هي المستشفى. اليوم لديّ أخبار جميلة عنها بعمليّة إعادة تأهيل نوعيّة إداريّة وتنظيميّة وماليّة، وبدأت بمشروع توأمة لتكون مستشفى جامعيًا مع "البلمند" تحت إشراف مستشفى الروم، وتكون لها إدارة ماليّة وطبيّة وتقنيّة وتنظيميّة تؤمّن حاجات المنطقة الصحيّة". وأوضح أنّ "عملنا المطلوب إنمائيًّا للبترون ما زال كبيرًا جدًّا، وسنقوم به ولو بظروف تمويليّة أصعب من قبل".
وركّز باسيل على أنّه "مطلوب منّا أن نعود إلى الحالة الشّعبيّة الّتي كنّا بها في العام 2018 وما قبل، وألّا نترك النّاس عرضةً للتّشويش والأكاذيب والأضاليل. مطلوب منّا أن نتواصل مع النّاس ونذهب إليهم ونطرق أبوابهم ونتكلّم معهم: من هو حزين أو عقله مشوّش أو مخدوع أو عن حق لديه مشكلة والحق معه وعلينا. مطلوب منّا عندما نخطئ أن نقول إنّنا أخطأنا، ولكن ألّا نحمّل ما لم نخطئ فيه، ولا أن ندافع عن أخطاء غيرنا".
وأكّد أنّ "كلّ واحد مسؤول عن سياسته، ونحن لسنا مسؤولين عن سياسة غيرنا. نقول أين نحن معه، وأين نحن ضدّه. لسنا مضطرّين أن ندافع عن أحد عن غير قناعة، وقد حملنا هذا الشّيء داخل التيّار وخارجه"، معلنًا "أنّنا مع الدّفاع عن لبنان ضدّ إسرائيل، ولكن ليس مع ربط لبنان بحروب لا مصلحة له فيها. ونحن مع الشّراكة والتّوازن الوطني وعدم عزل أي مكوّن، لكنّنا لا نقبل أن يفرض أحدٌ علينا خيارات سياسيّة أو اقتصاديّة لسنا مقتنعين بها".
كما شدّد على "أنّنا مع حماية شعبنا ومنع عزل أي مكوّن لبناني، ولكنّنا لسنا مع القبول بعزلنا أو إقصائنا"، مبيّنًا أنّ "المطلوب من "التيّار" وطنيًّا هو المتابعة بالملفّات الّتي لا يتجرّأ أحد على مقاربتها! "التّيار" يجب أن يتحرّر من كلّ القيود الّتي تعرقل عمله، مثلما تحرّر من بعض نوّابه. يجب أن يتحرّر من كلّ التّفاهمات والاتفاقات والمساومات الّتي تعطّل ديناميّته".
وأشار باسيل بالنّسبة إلى ملف حاكم مصرف لبنان السّابق رياض سلامة، إلى أنّ "هذا الملف لم يستطع أحد أن يواجهه إلّا "التيّار"، لسبب وحيد لأنّ "التيّار مش قابض"، معتبرًا أنّه "لا يوجد قاضي مهما كانت طائفته وانتمائه السّياسي، يمكنه أن يترك سلامة ويطلق سراحه! فلينتبه أيّ قاض سيتجرّأ أن يطلق سراحه، لأنّه ستلحقه لعنة الشعب اللبناني ولعنة الله، و"رياض إذا بقي رح يحكي ورح يخلي غيره يحكي، وأكيد ما حدا من المنظومة بده ياه يحكي!".
وأضاف: "نحن في المرصاد، نتابعك يا رياض، ونتابع كلّ قاض يتلاعب، ونتابع كلّ سياسي يضغط على قاض. لن نسكت، لا بالقضاء ولا بالشّارع، ولا أحد سيمنعنا من التوجّه إلى القضاء الأجنبي عندما يخذلنا القضاء اللبناني"، جازمًا أنّ "لا أحد يستطيع أن يزيحنا عن قناعاتنا ومبدئيّتنا ومواقفنا الوطنيّة، ولو كلّفتنا حياتنا السّياسيّة أو الشّخصيّة. نحن في أيّام رئيس الجمهوريّة السّابق ميشال عون، رأينا أنّ إكمال معركة الشّراكة لا تكون إلّا بوصول عون للرئاسة، ووصل".
وذكر أنّ "هذه المرّة، من اليوم الأوّل قلنا إنّنا لا نريد رئيس جمهورية لنا، لكنّنا لا نريد أن يختار أحد عنّا ويفرض علينا، ولذلك قلنا إنّ الرّئاسة هذه المرّة الرّئاسة بحاجة إلى توافق، والتّوافق بحاجة إلى حوار وتشاور، لأنّ لا أحد قادر أن يوصل الرّئيس لوحده، وإذا وصل سيفشل، ونحن لا نريد أن نفشل ولا أن نكون شركاء فشل".
وجدّد باسيل "الدّعوة للحوار والتّشاور، ومَن يرفضها أو يتحجّج بالآخر ليرفضها هو يتحمّل المسؤوليّة"، لافتًا إلى أنّ "بالأمس، قال أحد الزّعماء المسيحيّين الأشاوس إنّ "تفكُّك التيّار هو مصلحة للبنان". نترك هذا الكلام برسم المتلاعبين بـ"التيّار" من الدّاخل، ونقول إنّ الخارج والدّاخل التقيا على تفكيك "التيّار" ورسم سياسة له خارجة عن قضيّته ومبادئه وسياسته، ولكن لن ينفعكم اللّعب بـ"التيّار" من الدّاخل، فـ"التيّار" ردّ عليكم بكلّ كوادره ومسؤوليه والمنتسبين فيه والمناصرين وقال لكم: نحن ملتزمون، ونحن موحّدون أقوى من أن نكون مخروقين".