أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى أنّ "استمرار الحرب ضعف وخسارة للجميع، خسارة أرواح الله وحده هو سيّد حياتها وموتها، خسارة استقرار المواطنين الآمنين بتهجيرهم، وهدم البيوت وحرق الأراضي والممتلكات وجنى الأعمار، من دون سببب سوى الهدم".

وأكّد، خلال ترؤّسه قدّاس الأحد في الديمان، أنّه "لو يفكّر أمراء الحروب ضميريًّا، لتوقّفوا عن فعلهم هذا، الّذي هو علامة ضعفهم لا بطولتهم. ولو يفكّرون بالأموال الطّائلة الّتي ينفقونها على الحرب والتسلّح، ويحرمون شعبهم منها، لأدركوا شرّ الحرب، وذهبوا إلى التّفاوض السّلمي".

وأوضح الرّاعي أنّه "لا يكفي أن نعلن رغبتنا بالشّراكة الوطنيّة، من دون إرادة الفعل وتغيير السّلوك ونزع الولاءات الخارجيّة"، مركّزًا على أنّ "مشروعنا هو التّعايش السّلمي والحضاري بين المسيحيّة والإسلام، ومع محيطنا الطّبيعي".

وشدّد على أنّ "اللّبنانيّين يعانون اليوم من ثقل التّربية والتعليم والصحة والاستشفاء والغذاء والمعيشة وفرص العمل وسواها، وهي من صميم مسؤولية الدولة الملتزمة برعاية أبنائها، لكنها معدومة، طالما أن الدولة بلا رأس، وفاقدة الجزء الأعلى من ميثاقيتها".

كما لفت إلى أنّ "هذا الفراغ الرئاسي الذي يبدو متعمّدًا ، يترك تداعيات سلبية كبيرة على المستوى الوطني، أولها عدم انتظام المؤسسات الدستورية وتفكك الإدارة واستباحة القوانين والأعراف، وصولا إلى استهداف مواقع ومراكز مسيحية، وبخاصة مارونية في الدولة؛ تمهيدا إلى قضمها".

وذكر الراعي أنّ "الكل بانتظار المبادرات الخارجية المشكورة، التي لا يجوز أن تختزل إرادة اللبنانيين عبر ممثليهم في مجلس النواب"، مضيفًا: "من المؤسف والمعيب أن يبقى انتخاب الرئيس أسير رهانات على الخارج أو على استحقاقات وتطورات خارجية وهمية".

وجزم أنّ "التحرك الداخلي المطلوب، ضرورة لنجاح المساعي الخارجية، وأبرزها مساعي "اللجنة الخماسية" التي استأنفت تحركها على صعيد الملف الرئاسي، ونأمل له النجاح بتجاوب المجلس النيابي الذي سيبقى المسؤول الاول والاخير عن إتمام هذا الاستحقاق".