ركّز عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النّائب علي فياض، على أنّ "المقاومة لم تعد حفنةً صغيرةً من الشّباب المندفعين الّذين يشكّلون العين الّتي تقاوم المخرز، ولم تعد مقاومة حزب يخرج مفردًا فيما الغرب بأكمله يدعم الكيان الغاصب، بل أصبحت المقاومة محورًا ممتدًّا على المستوى الإقليمي، ويضمّ دولًا ومقاومات وإمكانيّات بشريّة ولوجستيّة هائلة؛ ويمسك بأهمّ الممرّات البحريّة في العالم".
وأشار، خلال حفل تأبيني أُقيم في حسينية بلدة الدوير الجنوبيّة، بمناسبة مرور أربعين يومًا على رحيل العميد أمين حطيط، إلى "أنّنا دخلنا في مرحلة توازن جديدة، وباتت معادلات الرّدع مع العدو أكثر إحكامًا وتأثيرًا"، مشيرًا إلى أنّ "الغرب المؤيّد للعدو عسكريًّا وسياسيًّا وماليًّا، يستنكر علينا أن نؤيّد أهل غزة وأن نهبَّ لمساندتهم، وهم المظلومون المستضعفون المعتدى عليهم، الّذين يتعرّضون لحرب إبادة بعد أن سُلبوا أرضهم وهُجّروا في أصقاع الدّنيا".
واعتبر فيّاض "أنّنا نعيش في زمن لا نملك فيه إلّا زمام القدرة والقوّة والتمكّن كي نحمي وجودنا، أمّا الرّهانات الأخرى فهي لا طائل منها، ورهان على سراب وأوهام"، مبيّنًا أنّ "في الأيّام الأخيرة، كثرت التّسريبات كما المواقف المباشرة، الّتي تتحدّث عن سيناريوهات جديدة واحتمالات تهدئة، وتبث أجواء إيجابيّة. ومعظم هذه الأجواء يقف خلفها الأميركيّون، والرّدّ بالدرّجة الأولى عليها يأتي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته، الذين يُمعنون في مواقفهم المتصلّبة".
ورأى أنّ "الأميركي يعمل على ذرّ الرّماد في العيون، ويُريد إطالة أمد المفاوضات الفارغة، وإطلاق المواقف المضلّلة الّتي تشيع احتمالات التّفاؤل، في حين أنّ الوقائع على الأرض تسير في اتجاه آخر. فالإسرائيلي لا يزال يُمعن في حرب الإبادة على أهل غزة، وانتقل إلى الضفة الغربية، بهدف جعل الحياة في المخيّمات والمدن الفلسطينيّة لا تطاق؛ بهدف تهجير الفلسطينيّين وعودة الاستيطان".
كما لفت إلى أنّ "مسار التّهدئة وعودة الأمور إلى سابق عهدها، يبدأ من نقطة محدّدة وهي إيقاف العدوان على غزة، وفق صيغة توافق عليها المقاومة الفلسطينيّة، وهذا الأمر في حال حصوله يترك تأثيراته المباشرة على مختلف جبهات الإسناد، وفي طليعتها جبهة جنوب لبنان".
وشدّد فياض على أنّ "العدو الإسرائيلي نفّذ تصعيدًا كبيرًا في عدد غاراته الجوّيّة الّتي استهدفت مناطق جنوبيّة، تنفيذًا لتهديد أطلقه رئيس أركان العدو. إنّ هذا التّصعيد لا يجدي نفعًا، ولن يسمح بجني أيّ مكاسب للإسرائيلي، ولن يدفع المقاومة إلى أدنى تغيير في مواقفها تجاه الحرب على غزّة".
وأضاف: "لأنّ المقاومة قرارًا وسياسةً تقوم على أنّ أيّ اعتداء يمارسه العدو ضدّ قرانا وأهلنا ووطننا، سيدفع ثمنًا موازيًا له من كيسه، أي من أمنه ومستوطناته واقتصاده. لن يمرّ اعتداء دون ردّ، ورغم أنّ إمكانات العدو أكبر من إمكاناتنا، إلّا أنّ قدرة مجتمعنا على التكيّف مع مجريات الحرب أكبر من قدرة مجتمع العدو على ذلك".