توالت مواقف التّنديد والتّعزية باستشهاد 3 عناصر من الدفاع المدني اللّبناني، جراء غارة إسرائيليّة على بلدة فرون أمس السّبت.
في هذا الإطار، اعتبر عضو كتلة "التّنمية والتّحرير" النّائب قاسم هاشم، أنّ "استهداف العدو الصّهيوني للدّفاع المدني وسقوط شهداء، وقبل ذلك لسيّارات الإسعاف والمسعفين والّذي أدّى أيضًا إلى سقوط شهداء وجرحى وتضرّر الآليّات، يؤكّد الطّبيعة الهمجيّة للكيان الإسرائيلي الّذي لا يميّز ولا يقيم وزنًا للعاملين في المجال الإنساني، لأنّه متفلّت من كلّ القيم الأخلاقيّة والإنسانيّة".
وشدّد على أنّ هذا "يتحمّل مسؤولّيته المجتمع الدولي، لدعمه واحتضانه هذا الكيان، رغم ممارساته الّتي تجاوزت حدود الإجرام والإبادة. واليوم كلمات العزاء لا تفي شهداء الدفاع المدني وفرق الإسعاف والّذين نذروا أنفسهم على مذبح الكرامة الإنسانيّة، حقّهم".
من جهته، أشار رئيس لجنة حقوق الإنسان النّيابيّة النّائب ميشال موسى، إلى أنّ "الاعتداءات الإسرائيليّة ما زالت متفلّتة من كلّ القوانين والأعراف والأخلاقيّات، وآخرها القتل المتعمّد لشهداء الدّفاع المدني أثناء القيام بواجبهم"، مؤكّدًا أنّها "جريمة أخرى برسم واضعي القانون الدّولي الإنساني، ونحن في ذكراه الـ75، وبرسم مجلس الأمن المؤتمن على القانون الدّولي، وكلّ الدّول الّتي تكيل بمكيالين".
وأعرب عضو كتلة "التّنمية والتّحرير" النّائب علي عسيران، عن إدانته "الجريمة المروّعة الّتي ارتكبتها إسرائيل بحقّ 3 عناصر من الدفاع المدني اللّبناني في فرون، كانوا يقومون بواجبهم الإنساني والوطني في حماية أهلهم، من خلال إخماد الحرائق الّتي أشعلتها الطّائرات الإسرائيليّة".
وركّز على أنّ "هذا إن دلّ على شيء، انّما يدلّ على أنّ إسرائيل تستهدف كلّ شيء في لبنان، وهو برسم المجتمع الدّولي لإدانة إسرائيل على جريمتها الّتي أودت بالشّهداء الثّلاثة، أصحاب النّخوة والعزيمة الّذين كانوا يعملون في ظروف صعبة، بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر على الجنوب اللّبناني".
أمّا المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، فلفت إلى أنّ "كل هذه الجرائم واستهداف المؤسسات المدنية والإنسانية، من الأونروا (171 موظفا منذ بداية حرب غزة) الى عمّال المطبخ المركزي الدولي (7)، إلى قصف المدنيين في فلسطين وجنوب لبنان والبقاع (43 مدنيًا لبنانيًا)، وآخرهم 3 من أبطال الدفاع المدني سقطوا في وادي فرون مع رفيقيهما الجريحين، أثناء تبريدهم بقايا حرائق القصف الإسرائيلي، كلها محاولات لكسر صمود الصامدين في أرضهم؛ ولكن كل هذا التمادي لم يكن ليحصل لولا الضغط المستمر على المحكمة الجنائية الدولية".
وأعرب النائب سجيع عطية عن استنكاره "القصف الإسرائيلي على الجنوب اللبناني، الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة عناصر من الدفاع المدني"، معزيا ذوي الشهداء. وطالب المجتمع الدولي بـ"تطبيق القرار 1701 بشكل صارم، لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات وحماية السيادة اللبنانية".
بدوره، أشار وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال جورج كلّاس، إلى أن "استشهاد أبطال الدفاع المدني في خلال قيامهم بمهامهم الإنسانية الميدانية، هو عمل إجرامي مدان، وبرسم العدالة الدولية والضمير الإنساني".
وأكّد أنّ "حتى أعمال الإنقاذ يغتالها العدو والعالم ساكت. المجد للشهادة وعزة التضحية والبطولة"، متقدّما بالتعزية القلبية مِن المديرية العامة للدفاع المدني ورفاق الشهداء الثلاثة وأهاليهم، راجيا أن "يقبل الرب نفوسهم في راحته الأبدية". وتساءل "باسم الشباب الذين ادعوهم للثبات والالتزام بالأرض والايمان بالحق الوطني، أيً ظلم بعد هذه الابادة؟".