دعا ئيس الرهبانية المريمية الآباتي إدمون رزق، في غظة خلال قداس "يوم شهداء المقاومة اللبنانية"، مسؤولي الأمَّةِ إلى "الوعي والإصغاءِ لصوتِ الضمير الّذي يناديهم بدماءِ شهدائِنا، وأقولُ لهم: أنتم بحاجة إلى أن تدخلوا إلى مدرسةِ شهدائنا، لتتعلّموا: الشجاعةَ، الرجولةَ، البطولةَ، الإستقامةَ، التضحيةَ، الوطنيّةَ، الأُخوّةَ، بذلَ الذاتِ، التفاني، التجرّدَ في سبيلِ خيرِ الآخرين ... بمعنى آخر: الإنسانيّةَ! وأن تُضيئوا شمعةً بدلَ من أن تلعنوا الظُلمة".

وجاء ذلك في قداس أحيته جمعية " انت رفيقي" و"مار إسطفان أول الشهداء" في غابة الشهيد في طبرية ـ رعشين في كسروان.

وشدد رزق على معنى الشهادة من اجل الايمان والوطن، مؤكدا أن "لولا تضحيات هؤلاء الشهداء لما بقي لبنان وطن الحرية والسلام".

وأضاف "شهداؤنا، الّذين نحتفلُ بهذه الذبيحة الإلهيّة لذكراهم ولراحة نفوسهم، هم أيضًا كانوا سامريّين صالحين، شهِدوا واستُشهِدوا لهذه المحبّة " التّي تبذلُ ذاتها في سبيل من تحبّهم" لأنّهم عاشوا في الإيمان والمحبّة والرجاء، لأنّهم مسيحيّون أصيلون على صورةِ المسيح؛ وفاؤهم وفاءُ الحبيب، ودربُهم دربُ الصليب، لِذا لم يصعُب عليهم الموتُ من أجلِ خلاصِ هذه الأرض وثباتِ المسيحيّين فيها".

ولفت رزق إلى أنّه "منذ بدئِها، نَمَت كنيستُنا على عظامِ الشهداء وسُقيت من دمِهم، وهي كنيسةُ شهادةٍ لا تخافُ من الموتِ من أجلِ كرامةِ أبنائِها والشهادةِ للمسيح سيّدِها ورأسِها. ونحن نذكُرهم في قدّاسِنا دومًا، خاصّةً يومَ الجمعة في زمن العنصرة الّذي أشرف على نهايته، ليأتي زمن الصليب: زمن انتصار الربّ في عطائه لذاتِهِ وصليبه".

وقال: "صلاتي إلى والدةِ الإله، سيّدة النجاة، في ليلةِ عيدِها، أن تباركَ أرضَ لبنان وتحمي عائلاتِنا من الضياع، وأن تزرعَ فينا حُبَّ اللهِ فوقَ كلِّ شيء، لنكون مثلَها حاضرينَ لنعمتِهِ، منفتحينَ لها، وأن ننمو بها، ويتأصّلَ أولادُنا وشبابُنا في الإيمانِ المستقيم والعطاءِ الكريم والتفاني من أجلِ أرضِنا والسماء. آمين".