أفادت صحيفة "الأهرام" المصرية بأن العلاقات المصرية ـ السعودية تتسم بخصوصية كبيرة, فهي علاقات شراكة إستراتيجية متجذرة وراسخة ومتشابكة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية, كما أنها تعد نموذجا رائدا لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات العربية ـ العربية في تعظيم المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة والتنسيق الدائم في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

ورأت أن التنسيق المصري ـ السعودي يمثل ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة ورمانة الميزان للقضايا العربية وعلى رأسها بالطبع القضية الفلسطينية, حيث تتطابق مواقف الدولتين في ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 11 شهرا والتحذير من مخاطر توسيع الصراع الإقليمي نتيجة لاستمرار هذا العدوان الذي يغذي بيئة العنف والتطرف في المنطقة ويقوض استقرارها.

وأوضحت أن مواقف البلدين تتطابق أيضاً في ضرورة الحل الجذري للصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني عبر إطلاق مسار للمفاوضات يفضي إلى تحقيق السلام العادل والدائم عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 حزيران 1967 في إطار حل الدولتين, باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط, كما ترفض الدولتان المساس بوضعية المسجد الأقصى باعتباره مكانا خالصا للمسلمين, والتحذير من مخاطر تهويده لأنه يؤجج الصراع في المنطقة.

ورأت أن التنسيق والتعاون المصري ـ السعودي شكل أيضا صمام أمان في الحفاظ على النظام الإقليمي العربي ومنعه من الانهيار خاصة بعد التحديات الكبيرة التي شهدها خلال العقد الماضي وكادت أن تعصف به, حيث نجحت الدولتان في محاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف, كذلك العمل على تسوية الأزمات العربية بالطرق السلمية التوافقية في إطار الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها الشرعية ورفض المليشياوية, وكذلك رفض التدخلات الخارجية التي أدت لتداعيات سلبية على الأزمات العربية.