لم يكن الكلام الذي أدلى به المرشد الأعلى للثورة الايرانية السيد علي خامنئي، حين قال إنه "لا ضير في "التراجع التكتيكي" أمام "العدو"، والتراجع قد يكون في الميدانين العسكري أو السياسي"، سهلاً أو بسيطاً أو حتى يمكن أن يمرّ مرور الكرام، خصوصاً أنه أتى في ظل وجود المنطقة على شفير حرب كبرى، قد تصل إلى حدّ الحرب العالمية.

هذا التطور يأتي في وقت تستمر فيها الاجتماعات التي تبحث الأوضاع في غزة، في حين بدأت تسري تحليلات عن أنّ هذا الكلام مقدّمة لعدم قيام الايرانيين بالردّ، على اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس" إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران. إلا أن مصادر مطلعة تؤكد أن "كلام الخامنئي غير مرتبط بموضوع الردّ الايراني على مقتل هنيّة، وهو حتماً سيحدث ولكن لا أحد يعرف متى أو كيف". في مقابل ذلك، لا تنفي المصادر أن "يكون لهذا الكلام ارتباط من نوع من آخر، وهدفه ربما تسهيل أو عدم عرقلة المفاوضات القائمة في الدوحة".

على الصعيد العام، حتماً تكثر التساؤلات حول الحرب في غزّة، والتي أخذت بعداً وإمتدّ أمدها إلى أبعد ما كان متوقعاً. وفي هذا الإطار يقول أحد المطلعين إنه يوم بدأت الحرب في 7 تشرين الأول الماضي، إعتبر أن "الحرب لن تكون طويلة، خصوصاً وأن المعروف عن الإسرائيلي أنه لا يخوض هذا النوع من الحروب، إلا أن ما نشهده، حتى اليوم، يؤكّد أن "العقيدة" لديهم تغيّرت، بسبب طول أمد الحرب دون وجود إمكانية لتحديد المدى الزمني لإنتهائها".

حتى الساعة، لا يزال المشهد ضبابياً ولا يمكن التكهّن فيما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات، خصوصاً على صعيد الحرب التي يخوضها الإسرائيلي على غزّة، وتعتبر المصادر أنه "رغم تأخر الردّ الإيراني على مقتل هنية، إلا أنه عملياً هذا لا يعني أن المشهد في المنطقة، أو تحديداً في غزّة، سيصل إلى خواتيم قريبة، تؤدي إلى وقف الحرب"، مشيرة إلى أن "الجنون الإسرائيلي واضح في هذا السياق وهو يقوم بالخطوات التصعيدية في كلّ إتجاه، بدءًا من السيطرة على معبر فيلادلفيا المعروف بإسم "محور صلاح الدين" وغيره"، وتضيف: "هذه كلّها إشارات لا تعني حتماً أنه سيكون هناك نهاية قريبة لهذا المشهد القاتم".

وتكاد المصادر تجزم بأن "الاسرائيلي، أو تحديداً رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، ينتظر نتائج الانتخابات الأميركية، ليبني على الشيء مقتضاه، وبعدها فقط يمكن جدياً معرفة المسار الكمّل للعمليّات العسكرية الاسرائيلية الجارية، أو وضع حدّ لانهاء الحرب في غزّة وليس قبلها".

إذا، لا يمكن إنتظار أي تحوّل جدّي في موضوع الحرب المستعرة في المنطقة والّتي أجّجتها عمليّة طوفان الأقصى، ويبدو أن مصير ما تبقى من أهالي غزة والضفة الغربيّة مرتبط بشكل أساسي بنتائج الإنتخابات الأميركيّة المقبلة، وبعدها لكلّ حادث حديث...