اشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، خلال لقائه الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عباس فواز على رأس وفد من الهيئة الإدارية في الجامعة، إلى أن "الفساد والإنقسامات والواقع الطائفي أودوا بالبلد إلى ما نحن فيه، وحمد الله أن هذا الواقع لم ينتقل إلى مغترباتكم بفضل الجهود التي تبذلونها لمنع ذلك".

واوضح أن "النظام الطائفي لا يحفظ البلد ولا يحمي الطوائف، بل أن الدولة هي التي تحمي البلد والطوائف، فتعدد الطوائف هو غنى وثروة كما قال الإمام السيد موسى الصدر وأزمتنا في هذا البلد هي في إعتقاد البعض أن الطائفية تحمي الطوائف، فهل حفظت الطائفية الطوائف، وهل حفظت المسيحيين في الماضي؟ إن الدين الذي يميز بين الناس ليس بدين".

ورأى أن "المشكلة في لبنان ليست مشكلة مسلم ومسيحي، والشيعة لم يكن لهم خلال التاريخ مشروع سياسي خاص بهم، بل كانوا دائماً جزءاً من هذه الأمة، وبالتالي نحن بحاجة للتعاون الإسلامي المسيحي، فالمشاريع الطائفية هي مشاريع تخريبية، ونحن لسنا بمسلمين إن لم نعترف بالمسيحية، والقرآن أكبر شاهد على ذلك، لذلك أتمنى أن نعزز هذه الروحية لديكم بشكل دائم".

وتناول الخطيب موضوع المقاومة، فقال: "لو كانت هناك من الأساس دولة عادلة تحمي الناس والبلد وتحافظ على شعبها لما نشأت هذه المقاومة، لقد فتحوا الجنوب للفوضى من خلال إتفاق القاهرة، لقد حاول الإمام الصدر أن يصلح هذا النظام، فرأى السياسيون أنهم سيتضررون من ذلك، فكانت الحرب الأهلية، لقد إضطر الجنوبيون للدفاع عن أنفسهم في وجه العدوان الإسرائيلي في غياب أي دعم عربي، ولذلك كانت المقاومة، وعندما تخلى العرب عن لبنان وعن المقاومة جاء من يعبىء الفراغ مكانهم".

وذكر أن "شعار لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه خرج من هذا المجلس وأطلقه الإمام الصدر وتبنته القمة الإسلامية في دار الفتوى، والآن نقول أنه ليس عندنا مصلحة إلا إستقرار لبنان وعلاقة الأخوة ودولة المواطنة التي ننادي بها، وهذا المجلس الشيعي لم ينشأ للمطالبة بحقوق الشيعة، بل هو ضد أي ظلم يلحق بأي طائفة".