أشار سفير مصر لدى لبنان علاء موسى، بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، إلى أنّ هدف اللقاء هو اطلاع ميقاتي على "مجمل التطورات بالنسبة لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والدور الذي تقوم به مصر والوسطاء، لأن لبنان ومصر يتشاركان في ما يحدث في غزة وتأثيره على الإقليم وعلى لبنان تحديدا وعلى جبهة الجنوب".

وأشار إلى "أننا تحدثنا في عدد من الملفات التي لها علاقة بالداخل اللبناني، وتحديدًا الملف الرئاسي، ووضعت رئيس الحكومة في نشاط "اللجنة الخماسية" والخطوات التي تنوي اتخاذها اعتبارًا من الأسبوع المقبل، لربما نستطيع ان نحدث حلحلة في هذا الملف".

وقال: "في الفترة الأخيرة كان التركيز منصبًا على الوضع في الجنوب، ولكن بات الأمر ملحًا اليوم للحديث عن الملف الرئاسي، ونأمل أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من التحركات من قبل "اللجنة الخماسية" ومن قبل الجهات اللبنانية وصولًا إلى احداث خرق مهم في الملف الرئاسي".

وفي لقاء له مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، أشار سفير مصر إلى أنّ "اللقاء كان جيدًا، تناولنا فيه مواضيع عدة تتعلق بالأوضاع في الإقليم وفي لبنان. وناقشنا ملفات كثيرة، من بينها ملف غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار فيها، كما تطرقنا إلى التهديدات الأمنية التي تواجه لبنان في ظل ما يحدث في غزة وضرورة التغلب على هذه التهديدات وإزالتها في أسرع وقت".

وقال: "تناولنا الملف الرئاسي في لبنان وتحدثنا بالتفصيل عن أفكار عدة قد تساعد في إحداث بعض الحلحلة في هذا الملف وصولًا إلى انتخاب رئيس جديد. إنني أرى أن اللقاء كان جيدًا، واستعرضنا تقييمات لأمور كثيرة، وأرجو في الفترة المقبلة أن نجد حلولاً سواء للملفات الإقليمية الراهنة أو للملف الرئيسي المتعلق بانتخاب رئيس في لبنان. كان لقاء جيداً، وسنرى ما ستأتي به الأيام المقبلة. أتمنى أن نحدث الخرق الذي نبحث عنه في الملف الرئاسي، لأن لبنان بات في موقف لا يتحمل البقاء من دون رئيس لفترة أطول، نظراً للتحديات الكبيرة والمهمة الآتية، لذلك لا بد من وجود رئيس ومؤسسات بصلاحيات كاملة لمواجهة ما هو آتٍ من تحديات".

وأشار إلى "أننا لا نبحث عن النقاط المعرقلة، نحن نبحث عن النقاط المشتركة التي من خلالها يمكننا الانطلاق إلى الأمام. هذا أمر صحي يجب أن نحافظ عليه إذا ما كنا نريد إيجاد بيئة إيجابية يمكن من خلالها إحداث تقدم. لا بد من البحث عن النقاط المشتركة، وهناك نقاط مشتركة قد تكون قليلة بعض الشيء، لكن هناك قدر منها، سنعمل عليها ونبحث عن شيء يمكن أن يساعدنا في إحداث حلحلة في هذا الملف المهم".

وبالنسبة إلى النقاط المشتركة، قال موسى: "دائماً أقول إن التشاور والحوار هما أساس العملية السياسية، وهذا شيء مهم للجميع. لكن كيفية التشاور وآلياته، فهي أمور أخرى أتصور أنه يمكن البحث فيها. الأهم هو الاتفاق سوياً على أمرين، الأمر الأول ضرورة انتخاب رئيس، والأمر الثاني أننا لن نصل إلى رئيس سوى من خلال التفاعل بين القوى الرئيسية في لبنان".

وفي ما يتعلق بإمكان البحث عن مرشح ثالث غير المرشحين المطروحين حالياً، رأى أن "القناعة التي لدي هي أن الحوار والتشاور والحديث سيصل بنا حتماً إلى نتيجة، إذا ما توافرت الإرادة والرغبة والنوايا الجيدة من أجل النهوض بلبنان. سوف نتغلب على الكثير من العقبات ونصل إلى مرشح أو اثنين أو ثلاثة يكونون صالحين لقيادة هذا البلد".

وفي ما يخص دور "اللجنة الخماسية" واستعادة حركيتها لإحداث خرق ما في ملف الرئاسة، وعما إذا كان يحمل أي مبادرة جديدة على هذا الصعيد، أجاب: "الحقيقة أن اللجنة الخماسية لم تتوقف عن العمل لكي تبدأ من جديد، وإنما يمكن أن نقول إنه خلال الفترة الفائتة كان هناك تركيز أكبر على تهدئة الأوضاع في المنطقة وتجنب نشوب صراع أكبر وحرب أوسع. لكن الآن، وبعد هدوء هذه الأوضاع بعض الشيء، نعيد التركيز على الملف الرئاسي".

وبالنسبة إلى إمكان أن تتوصل "اللجنة الخماسية" من خلال مسعاها إلى فصل مسألة انتخابات الرئاسة في لبنان عن حرب غزة، قال موسى: "عندما نتحدث دائماً عن فصل ملف الرئاسة عن ملف غزة، فهذا حديث حقيقي. وما استمعت إليه شخصياً من الفرقاء في لبنان كان دائماً حديثاً عن عدم ربط هذا الملف بذاك. ولكن يجب أن نعلم أيضاً أن تأثير ما يحدث في المنطقة وغزة واضح على أمور كثيرة وليس على لبنان فحسب".