كرّم وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي التلامذة العشرة الأوائل في لبنان في الإمتحانات الرسمية، وذلك في حفل نظمته وزارة التربية برعايته في قصر اليونسكو، حيث أشار إلى أنّ "النجاح حلم يتحقق. ونجاحكم المبهر هو انطلاقة حلم جديد، تحققون فيه ذواتكم وتتصالحون مع الآخر وتبنون المجتمع والوطن. والأوطان ترسم في القلوب والعقول قبل أن تسيج على الحدود؛ فارسموا لبنان في وجدانكم، وسيجوه بمواهبكم، تماما كما زينتموه بتفوقكم وعلمكم".

وقال: "بلادكم تحتاج إلى تجذركم في أرضها. تحتاج إلى فكركم وإلى مهاراتكم. فكونوا في المستقبل القريب، تلك الطاقة الشبابية المجددة التي تعيد الروح إلى لبنان الكبير، لأن الوطن لا ينهض إلا بدولة، والدولة لا تقوم إلا بوحدة وتضامن أفرادها وجماعاتها".

وشدد في كلامع للتلامذة، على أنّه "لا تيأسوا مهما اشتدت الظروف والمآسي، بل ضمدوا جراح الوطن النازف بصمودكم فيه، وبالعمل على تنميته كل بحسب تخصصه، وبعيش المواطنة التي ترادف احترام القانون والدستور. وكما أبدعتم في واجباتكم المدرسية، هكذا أبدعوا في حب لبنان سائرين على دروب الأمل والطموح والنشاط والانفتاح. ومهما بلغتم من شأن أو من رتبة فلا تكتفوا بالقليل ولا تزدادوا زهوا وتكبرا، بل اسعوا دائما نحو الأفضل والأكمل بعقل الإنسان المغامر المثقف المتواضع".

وأكّد الحلبي أنّ "الأوطان تموت بلا تعليم. والتعليم في زمن الحروب والأزمات يلامس المستحيلات، لكن الأمل يبقى بغد تربوي أفضل تتبدد فيه كل الصعوبات والتحديات، ولعل التحدي الأبرز قد تمثل هذه السنة بإنهاء الفصول الدراسية المطلوبة وتتويجها بامتحانات رسمية عامة على الأراضي اللبنانية كافة، كما بدورة استثنائية، وذلك حفاظا على الشهادة اللبنانية وتحاشيا لتوزيع الإفادات وحرصا على مستقبل التلميذ".

وأضاف "ونحن في شهر أيلول وعشية إفتتاح العام الدراسي الجديد نتطلع معكم بأمل لتوفير متطلبات إنجاح هذا العام الدراسي والجامعي المقبل، وذلك بتوفير التمويل اللازم لدفع بدلات الإنتاجية لجميع أفراد الهيئات التعليمية في التعليم العام والمهني والجامعة اللبنانية، بما يأخذ بالإعتبار قيمة البدلات ونسب الغلاء والتضخم. كما نتطلع معكم إلى توفير الأموال اللازمة لصناديق المدارس والأهل علنا في سعينا نوفر على الأهالي المساهمات التي نص عليها قرارنا. ونحن في هذه المناسبة نؤكد على قانونية الإجراء المتخذ الذي لو توافرت لدينا الأموال لما كنا لجأنا إليه فمهمة وزير التربية فتح المدارس وإلحاق التلامذة بالصفوف والمعلمين بالمدارس والثانويات والمهنيات وأساتذة الجامعة بصفوفهم. وأقول للجميع ان الإنفاق في التربية هو إستثمار مجد لأن تعطل العملية التربوية خسارة تربوية ووطنية وإقتصادية. وإذا لم ننجح في تحقيق ذلك نتيجة عدم التجاوب وأنا متأكد أن مرجعياتنا ستقف بجانب القطاع كما وقفت السنة الدراسية الماضية، فإن الإستمرار بالمهمة من جانبنا لا يعود ذا نفع بأي حال".