أكّد راعي أبرشيّة بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك المتروبوليت جورج بقعوني، خلال احتفاله بقدّاس عيد الصّليب في كنيسة الصليب في جعيتا، أنّ "الصّليب علامة انتصار وليس علامة ذل"، مشيرًا إلى أنّ "يسوع ربح على الصّليب بإطاعته الآب وإتمامه مشيئته وفداء العالم، هكذا غلب المسيح وأصبح الصّليب هو القدرة النّاتجة عن قرار يسوع حب النّاس ومنحهم الحياه".

ولفت إلى "أنّنا اليوم تعبون في حياتنا من الهموم والمشاكل النّفسيّة والاجتماعيّة والمادّيّة والحرب الدّائرة، ونمرّ بوضع صعب جدًّا. ويقول لنا يسوع دائمًا إنّ الحلّ هو في الصّليب، لأنّ الصّليب هو قرار المحبّة، ونحن إمّا أن نعتبر أنفسنا ضحايا ونبقى نئنّ، أو نحب بعضنا البعض وننفتح على الآخرين".

وشدّد بقعوني على أنّ "علينا الاختيار بين مشيئة الله أو مشيئتنا، ومن يريد الحياة والفرح والتعزية عليه أن يحبّ ويغفر ويرحم ولا يدين، لأنّ أزمتنا العميقة في لبنان سواء الشّخصيّة أو الاجتماعيّة هي أزمة محبّة"، مركّزًا على أنّ "المسيح اليوم يذكّرنا في عيد الصليب بمحبّته الشّديدة لنا وللآب حتّى الصّلب، وعلينا أن ندفع الثّمن معه بمحبّة الله والآخرين".

وأضاف: "اليوم نعيش غريبين عن مفهوم الصّليب في حياتنا، ونقول "مع آلامك يا يسوع" ولا نفهم معناها. ومن يقول بالصليب أنتصر، عليه أن يقبل بأن يُصلَب ولا أن يَصلب الآخر، أن يموت ولا أن يميت الآخرين، أن يضحّي بذاته وليس الآخرين، وهذا المفهوم علينا أن نطبّقه جميعًا من العائلة والمجتمع والوطن وصولًا إلى العالم، لإيقاف كل هذا الدمار والموت".

كما أشار إلى أنّ "هناك محاربين قرّروا خوض الحرب، ولكن الكثير من الأبرياء يدفعون الثّمن. نحن بحاجة إلى المحبّة ومدعوون للتغلّب على ذواتنا، في ظلّ هذه الظروف الصّعبة، والمحبة والغفران كما غفر يسوع لمن صلبوه"، مشدّدًا على أنّ "طريق الخلاص الوحيد هو الصليب والانطلاق إلى محبّة الآخرين على مثال يسوع، كي نبقى علامة رجاء وفرح نحمل الحياة".