وجهت القاضية غادة عون في تصريح لها، تحية إلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على "قراره الجريء بزيارة حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة في السجن، رغم كل ما فعله هذا الأخير، لان رحمة الله أوسع بكثير من منظارنا الضيق، خاصة وان الرب يسوع أوصى بذلك عندما قال كنت سجينا "فزرتموني وجائعا فاطعمتوني".

وتابعت عون متوجهة الى الراعي بالقول: "إسمح لي وانطلاقا من حرصك على الرعية والموارنة، ان ألفت نظرك الى اني انا ايضا مارونية ومنذ ست سنوات وانا أتعرض لابشع انواع الاضطهاد، لا لشيء الا لأنني قررت أن افتح كل الملفات المعروضة امامي بما فيها تلك المحظور فتحها، وبالمناسبة ادعيت ثلاث مرات على سلامة قبل حتى ان تفتح له الملفات في الخارج، وتعرفت لكل انواع الشتائم والتنمر".

واضافت: "هنا وقعت المصيبة، فجماعة المنظومة لم يستسيغوا هذا الامر فتصدوا بشدة لذلك، فكان ان اوقفني عن العمل المدعي العام التمييزي السابق ثلاث مرات والمدعي العام التمييزي الحالي ايضا بمنع الضابطة العدلية من مخابرتي، وهذا الاخير اعتبر نفسه الامر الناهي المطلق بالجمهورية اللبنانية، فعمم ايضا على الإدارة تعميمه المخالف والمخزي وأيده بذلك رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي".

واعتذرت عون عن "التطرق الى أمور طائفية، لكن أود أن ألفت نظرك الى ان مركز المدعي العام الاستئنافي في جبل لبنان هو من اهم المراكز القضائية المارونية بعد رئاسة مجلس القضاء، وليتك تلفت نظر مدعي عام التمييز من موقعك وحرصك على الموارنة أنه وسلفه لم يتوانوا عن كسر وتهميش هذا المركز، ارضاء لهذا او ذاك من النافذين الذين عينوهم، فسمحوا لأنفسهم بمخالفة القوانين لمنعي من الاستمرار في ملفات الفساد".

وأشارت إلى أنّ "لذلك وانطلاقا من ايماني بان تحقيق العدالة في هذا البلد من البديهيات التي يجب ان تكون هاجس كل قاض وكل مسؤول ومن وجوب احترام القوانين والشرائع، استمريت رغم كل الصعوبات، لكن اسمح لي أن ألفت نظرك الى ان كل هذه الممارسات وغياب العدالة وافلات الفاسدين من العقاب و سرقتهم لاموال الناس المودعين وغياب المحاسبة، أوجد حالة إحباط لدى الشعب اللبناني دفعت بالعديد من العائلات الى الهجرة، والشباب منهم وبالاخص الشباب المسيحي. ارجو ان تصغي الى رسالتي".