أشارت صحيفة "الديار" إلى أنّه "يبدو ان اجتماع "اللجنة الخماسية" يوم السبت الماضي، لم يكن على مستوى تطلعات المعنيين بالملف الرئاسي. فهو، وبحسب المعلومات، لم يخلص الى اي نتائج عملية، بل بدا وكأنه مجرد اجتماع لجوجلة ما شهدته الاشهر الـ3 الماضية من احداث، وهو لم يقتصر على الاطلاع على ما خلص اليه كل سفير بخصوص الرئاسة بعد لقاءاته بالقيادات اللبنانية، بل تناول الوضع في غزة والجنوب؛ واحتمال تطور الامور دراماتيكيا في لبنان".
وكشفت معلومات الصحيفة ان "المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان سيزور بيروت خلال الاسبوعين المقبلين، لكنه لا يمتلك حلولا جاهزة للتطبيق، انما زيارته ستكون للحث والتحذير، بعدما بلغت الامور في البلد درجة من الخطورة غير المسبوقة".
زيارة هوكشتاين إلى المنطقة غير مُبشّرة
من جهة ثانية، لفتت مصادر مواكبة لـ"الديار"، إلى أن "السعي الأميركي لم يعد موجهاً باتّجاه عقد صفقة تبادل أسرة تُنهي الحرب في غزة. فقد اقتنعت الإدارة الأميركية الحالية صعوبة تحقيق هذه المسألة، وهي بدأت تلمّح الى صعوبة الوصول الى حل، محمّلة المسؤولية الى حركة "حماس"، حيث تُروج في الاعلام كذبة، مفادها أن "حماس" عرقلت الاتفاق بعد أن أضافت مطالب جديدة، دون أن تقول ما هي هذه المطالب؛ علماً أن مسؤولية كشف زيف هذه الادعاءات الأميركية تقع على عاتق الوسطاء بشكل أساسي".
وذكرت أنّ "بالمقابل، ما يعني الإدارة الأميركية اليوم هو منع اندلاع الحرب بشكل أوسع في المنطقة، لذلك لا تتوقف الزيارات الأميركية الى كيان العدو، من أجل حثهم على عدم فتح مواجهة واسعة مع "حزب الله". ويبدو بحسب الإعلام الإسرائيلي، أنه سيكون هناك زيارة جديدة للمبعوث الأميركي الى المنطقة آموس هوكشتاين، وسيكون حاملاً رسالة أميركية تقول للمسؤولين الإسرائيليين بحسب الاعلام "الاسرائيلي": "لا تذهبوا إلى مغامرة في الشمال لأن ثمنها سيكون باهظاً جداً".
واعتبرت المصادر أنّ "زيارة هوكشتاين الى المنطقة في كل المرات السابقة، كانت مرتبطة ببوادر تصعيد أو نيات تصعيدية، وبالتالي لم تعد مطمئنة زياراته، فهو يأتي لمنع تصعيد ما، وهو ما يؤكد وجود نيات اسرائيلية بتصعيد وتيرة الصراع مع لبنان، على وقع التهديدات اليومية التي تُطلق من تل أبيب، وتترافق مؤخراً مع عمليات عسكرية في لبنان وسوريا، توحي وكأن الجيش الإسرائيلي بات يعمل وفق خطة معدة، سيكون بنهايتها عمل عسكري ما في لبنان. ويؤكد أيضاً أن الأميركيين الذين فشلوا في التوصل الى صفقة تُنهي الحرب في غزة وتُعيد الأسرى ضمن صفقة تبادل، يشعرون بقلق من احتمال فشلهم في ضبط رئيس حكومة العدو عن القيام بتصعيد عسكري ما ضد حزب الله".
تواصل بين بري ونصرالله منذ 3 أشهر لتنسيق وحدة الموقف
على صعيد متّصل بالحرب على لبنان، كشفت "الديار"، أنّ "رغم صعوبة تحقيق اللقاء المباشر بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وما يشوب وضع كل منهما من امور امنية صعبة، وفي ظل العدوان الهجمي المستمر في الجنوب وغزة منذ 11 شهراً ونيف، الا ان القنوات مفتوحة والتواصل شبه يومي بينهما وبطرق متعددة، لعل اسرعها عبر "الخليلين" اي معاون بري النائب علي حسن خليل ومعاون السيد نصرالله الحاج حسين الخليل".
ونقلت اوساط نيابية التقت بري منذ ايام، عبر "الديار"، انه "شدد على انه رغم تهويل العدو وتهديداته وجرائمه ومجازره بحق الجنوبيين، الا ان الامور لا تزال مضبوطة ومن ضمن "قواعد الاشتباك"، وهذا لا يعني ان الامور قد لا تتطور، اذ يخشى بري وفق تعبيره الجنوبي من ان "يفلت الملق" في اي لحظة، ونحن امام إدارة اميركية يديرها نتانياهو وليس العكس!".
وأشارت إلى أنّ "بري تطرق الى التضحيات الكبيرة التي تبذل في الجنوب من اجل سيادة لبنان والدفاع عنه، بينما نرى اصوات فتنوية وتقسيمية وفي مقدمتها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي ينام ويستيقظ ويحلم بالتقسيم".
وأفادت الاوساط بأنّ "الزيارة تزامنت مع سقوط 3 شهداء للدفاع المدني اللبناني، وقد عبّر بري عن حزنه على فقد الشهداء الثلاثة، بقدر ما عبّر عن فخره ان الشهداء في الجنوب من كل الاتجاهات والاحزاب المقاوِمة وهم "حركيون" ومن ابناء "امل"، والجنوب واهله يستحقون هذه التضحية".
وأضافت أن "بري تطرق أيضا امام زواره الى تواصله مع السيد نصرالله منذ 3 اشهر، وكان عنوان هذا التواصل تنسيق المواقف والميدان ووحدة الموقف. واكد بري انه تحدث مع السيد نصرالله عن ملابسات التفاوض الذي كان مزخماً في الدوحة والقاهرة".
كما ركّزت على أن "بري أشاد امام الوفد النيابي برد "حزب الله" المدروس والمتقن على اغتيال العدو للقائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر. كما اشاد بحرفية المقاومة وعملها المدروس على الجبهة، والتي تمنع العدو من كسر قواعد الاشتباك او التمادي في استهداف المدنيين والعمق اللبناني".
ولفتت الأوساط إلى أنّ "بري أكد ان لبنان اكثر من يتمسك بالقرار الدولي 1701، مجدِدَاً رؤيته ان الحل سهل ويبدأ بالتزام العدو مضامين هذا القرار، والانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة، ووقف الخروقات اليومية وعندئذ لكل حادث حديث".
"منشور إخلاء" إسرائيلي يعزز المخاوف في لبنان
بدورها، ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أنّ "سكان بلدات لبنانية جنوبية قريبة من الحدود استفاقوا أمس على منشورات إسرائيلية تطالبهم بإخلاء منازلهم، مما أثار الخوف في نفوسهم، مع التصعيد المتواصل الذي تشهده جبهة الجنوب بين إسرائيل و«حزب الله» في الأيام الأخيرة".
وأشارت إلى أنّه "انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، صور ومقاطع فيديو لسيارات وحافلات محمّلة بالأغراض تخرج من عدد من البلدات، لا سيما العديسة و"رب ثلاثين" والطيبة. وتشهد قرى وبلدات الجنوب حركة لافتة في الأيام الأخيرة، حيث تعمد العائلات إلى نقل ما أمكن من الأغراض والأثاث من المنازل إلى مناطق آمنة، وهي تستعين في ذلك بالجيش اللبناني".
وأوضحت مصادر عسكرية لـ"الشرق الأوسط"، أن "العائلات التي تريد نقل أغراضها من منازلها في الجنوب، تبلغ الجيش وتطلب مؤازرة عناصره لتنفيذ المهمة، خوفاً من استهدافهم، كما حدث أخيراً في بلدة العديسة حيث سقط جرحى".
في السياق نفسه، ركّزت مصادر محلية لـ"الشرق الأوسط"، على أن "من صمد من السكان خلال الأشهر الماضية، اتخذ قراره اليوم بالمغادرة، في ظل التصعيد الذي تشهده جبهة الجنوب والمترافق مع تهديدات إسرائيلية بتوسعة الحرب"، مبيّنةً أنّ "معظم العائلات النازحة تحاول نقل ما تبقى من أغراضها من منازلها في البلدات الجنوبية، مع الشعور المتصاعد بأن الحرب ستطول وستتوسع، حيث بات بقاء هذه المنازل على حالها أمراً شبه مستحيل، خصوصاً أن قرى بأكملها باتت مدمّرة نتيجة القصف الإسرائيلي".