أشار عضو هيئة الرّئاسة في حركة "أمل" خليل حمدان، إلى أنّ "الاعتداءات الصّهيونيّة من غزة إلى الضفّة إلى لبنان لم تأتِ ردًّا على حدث أمني، إنّما جاءت ضمن مخطّط واضح المعالم يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإحلال نكبة فلسطين الثّانية، ضمن سياسة حرب الدّمار الشّامل بالإبادة الجماعيّة؛ وما قتل الأطفال في غزة والضفّة إلّا خير دليل على ذلك".
وأكّد، خلال إحياء "أمل" وأهالي بلدة أرنون، ذكرى أسبوع الكادر الحركي عبد الحسن حسين حنون، أنّ "مشاهد الدّمار ليست إلّا دليلًا حيًّا على أنّ العدو الصهيوني يريد أن يجعل الأرض غير قابلة للحياة، ولكنّ الرّهان على المقاومة في غزّة الأبيّة وجميع المناطق وصولًا إلى لبنان، سيحول دون تحقيق العدو الصّهيوني وداعميه لأهدافهم".
ولفت حمدان إلى أنّ "الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر نبّه مبكرًا من خطورة المشروع الصّهيوني المدعوم غربيًّا، ومنذ وصوله إلى لبنان في مطلع الستينيّات، كان يدعو لتعزيز مجتمع المقاومة، مطالبًا الدّولة اللّبنانيّة بأن تقوم بواجبها في الدّفاع عن الجنوب. وقد اعتبر الإمام الصّدر أنّ الحدود للوطن كالجلد عند الإنسان، فإذا احترق الجلد لا تستطيع أن تقول إنّ باقي أجزاء الجسم بخير".
وركّز على أنّ "الإمام الصّدر هو الّذي أنذر مبكرًا عندما قال اطفئوا نار الجنوب، قبل أن تحرق لبنان. ولكن بقيت الدّولة غائبة تتجاهل المخاطر التي يتعرّض لها أبناء الجنوب، دون خطّة دفاعيّة ولا إنماء"، مضيفًا: "للذّين يسألون "لماذا المقاومة؟"، نعيدهم بالذّاكرة إلى الاعتداءات الصّهيونيّة على أهلنا من بليدا إلى ميس الجبل إلى كفرشوبا والنّاقورة والنّبطية وعمق المناطق، ونقول لهم عودوا إلى الصّحف في 3 أيلول عام عام 1948 كيف حذّر الرّاحل كامل مروّة من الاعتداء على قرية بليدا، وقال إنّ بليدا مدخل الاعتداءات على لبنان وبوّابة الاعتداءات حتّى على العاصمة بيروت".
كما ذكّر "الّذين يسألون "لماذا المقاومة؟"، بالاجتماع الّذي حصل في صيدا عام 1970 في مكتب المحافظ لحود، عندما اجتمع الشهيد كمال جنبلاط كوزير للدّاخليّة في الدّولة اللّبنانيّة، وكيف اعترف أمام وفد جاء من القرى الأماميّة مع بعض النّواب، حيث قال جنبلاط مع الأسف انّ الدّولة اللّبنانيّة لا تضع خطّةً للدّفاع عنكم، ويتقاذفون المسؤوليّة بين الحكومة والمجلس النيابي".
وشدّد حمدان على أنّ "الدّولة قد تخلّت عن واجباتها وأبناء الجنوب ينامون على النّار تحت لهيب القصف، فهل من عاقل يسأل لماذا المقاومة؟"، معتبرًا أنّ "للمقاومة فضلًا في منع تنفيذ العدو لأهدافه منذ احتلال بيروت وحتّى اليوم، والمقاومة باتت الضّمانة الوحيدة لمنع نكبة فلسطينيّة ثانية".
وأشار إلى أنّ "حركة "أمل" بقيادة رئيس مجلس النّواب نبيه بري وعلى نهج الإمام الصّدر وعبر دماء الشّهداء الأبرار، ما زالت هذه الحركه تتمسّك بنهج المقاومة. وكما أكّد برّي أكثر من مرّة أنّ القاعدة الماسيّة "الجيش والشعب والمقاومة" هي المعادلة الأقوى لدرء الخطر الصّهيوني، فإذا كانت المقاومة ولا زالت تقوم بدورها بتقديم الدّماء، فهل من المعقول أن يرفض البعض تأمين مقوّمات الصّمود لأهلنا؟"، ورأى أنّ "هذا إن دلّ على شيء، فإنّه يدلّ على نقص في المناعة الوطنيّة".