يواصل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ​ابراهيم مخايل ابراهيم​ زيارته إلى كندا، واحتفل أمس بقداس الأحد الّذي بعد عيد الصليب، في كاتدرائية المخلص في ​مونتريال​، بمشاركة راعي أبرشيّة المخلّص المطران ميلاد الجاويش والكهنة والشمامسة، وبحضور عدد كبير من أبناء الجالية الزحلية واللبنانية والعربية في مونتريال.

وأشار ابراهيم في كلمته، إلى "أنّني اليوم أقف أمامكم من جديد في كاتدرائية المخلص في مونتريال، ليس كراعٍ لهذه الأبرشية الغالية، ولكن كزائر يحمل في قلبه شوقًا عارمًا. غيابي عنكم لم يكن إلا جسديًا، أما روحي فكانت وما زالت تسكن بينكم، تبارك كل خطوة خطوتموها نحو الرب، وتشهد لكل صلاة رفعتموها".

ولفت إلى "أنّني أتيتكم في عيد الصليب الذي هو رمز الفداء والتضحية، إذ يحمل في طياته معاني الألم والرجاء. فالصليب هو دليل على قدرة الإنسان على تحمل المشقّة في سبيل ما يؤمن به وما يحب. كما أن الصليب يعكس رحلة الخلاص، التي لا تنتهي بالألم بل تصل إلى القيامة والانتصار على الموت".

وركّز على أنّ "في هذا السياق، نجد أن بلادنا في الشرق التي تبدو وكأنها مصلوبة على صليب التاريخ والجغرافيا، تتألم تحت وطأة الصراعات والتحديات والحروب التي أضنت شعبنا وأثقلت كاهله، وتحمل في داخلها جروح الزمن وصعوبات الحياة اليومية، وكأنها ثابتة في مكانها تنتظر لحظة الخلاص التي قد تأتي متأخرة، حيث الألم ليس النهاية؛ بل هو بداية لرحلة أمل وصمود نحو القيامة".

وأكّد ابراهيم أنّ "أهلنا في الغرب، وأنتم منهم، الذين تركوا أوطانهم بحثًا عن أمان أو فرصة، يعيشون معاناةً من نوع آخر، فهم مسمّرون على صليب الهم والحنين إلى بلادهم الأم. يتحملون عبء الغربة، قلوبهم معلقة هناك حيث تركوا ذكرياتهم وجذورَهم، فيصيرون مصلوبين بين عالمين: عالم الغربة الذي أصبح ملاذهم، وعالم الوطن الذي لا يفارق قلوبهم".

كما أوضح أنّ "الصليب الشخصي الذي يحمله كل إنسان، وقد قال السيد المسيح "احمل صليبك واتبعني"، ولم يقل احمل صليبي واتبعني، فهو صليب يختلف من فرد لآخر، لكنه يتشابه في المعنى: إنه حمل الألم الشخصي والمعاناة الخاصة، وكل منا يواجه هذا الصليب بطريقته".

وشدّد على أنّ "الصليب يعلمنا أنّ الألم ليس نهاية الرحلة، بل هو جزء من الطريق نحو النمو الروحي والتوازن بين العوالم التي نحبها. إن الصليب هو جسر العبور بين الله والبشر، هو قصة حب وعشق الهي. إني أخال اللهَ لحظة الخلق يجبل الانسان ليس بنفخته فقط، بل بدموعه وشوقه"، مشيرًا إلى أنّ "أمام حب الله الكبير لكل واحد منا، يدعونا الله لكي نحب بعضنا بعضاً كما أحبنا هو، فيغدو الصليب جسر عبور لا إليه فقط بل إلى اخوتنا البشر أيضاً".

وبعد القداس، التقى المطران ابراهيم ابناء الجالية الزحلية واللبنانية والعربية في مونتريال في صالون الكاتدرائية، واطمأن الى اوضاعهم واطلعهم على احوال لبنان والمنطقة.