وصل المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى إسرائيل، وسيجتمع بحسب الاعلام العبري برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وزير الدّفاع يوآف غالانت والرّئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وبحسب مصادر متابعة فإن الزيارة هدفها منع اسرائيل من ارتكاب حماقة شن حرب على لبنان، فماذا في مستجدات الحرب في المنطقة؟.

تستمر التهديدات الإسرائيلية للبنان على وقع التحديات التي تعصف بالمنطقة بعد ضعف فرص التوصل الى صفقة تنهي الحرب، وآخر هذه التهديدات كان ما أقرته حكومة الحرب الاسرائيلية نهاية الأسبوع الفائن بخصوص رفع وتيرة العملية العسكريّة في لبنان، واعتبار عودة نازحي المستوطنات الشماليّة هدف من الأهداف التي تخوضها اسرائيل منذ 11 شهراً، لذلك تكتسب زيارة هوكستين الى تل أبيب أهمية خاصة نظراً لضيق الفترة المتبقية للإدارة الاميركية الحالية واقتراب زمن الانتخابات الرئاسيّة، وعلم جميع الأطراف في المنطقة أنها ستكون زمنيا صعبة.

بحسب المصادر فإن الأساس في زيارة المبعوث الاميركي، ثلاثة أمور يجدر التوقف عندهم، الأول هو أن الرجل لا يتحرك ما لم يكن هناك من جديد، والجديد الذي يتحرك لأجله عادة هو سلبي، فكلما حضر كان هناك أمر ما يتم التحضير له، وبالتالي فإنّ زيارته مرتبطة بجدّية نوايا نتانياهو التصعيدية تجاه لبنان قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتُشير المصادر الى أن هذه الجدّية دفعت الولايات المتّحدة للتحرك في هذا التوقيت للقول أن الحرب مع لبنان ستكون لها عواقب وخيمة.

وتعبّر المصادر عن خشيتها من احتمال أن تكون نتائج هذه الزيارة غير مبشّرة بالنسبة للوضع الحدودي بين لبنان واسرائيل، مشددة على أن الرسائل الدوليّة التي وصلت الى بيروت مؤخراً تكرّر نفس الخشية من النوايا الاسرائيليّة، ولو أن أغلبها تتحدث عن تصعيد لا عن حرب واسعة، وهو ما المح إليه نتانياهو من خلال الحديث عن تصعيد متدرج للعمل العسكري على الجبهة.

لم تكتف الإدارة الأميركية بإرسال مبعوثها الخاص الى تل أبيب للقول أن التصعيد الكبير سيكون سلبياً على الجميع، بل سحبت إحدى أهم حاملات طائراتها من البحر المتوسط في رسالة واضحة الى اسرائيل بأنّ اميركا ليست معنية بالتصعيد مع لبنان، ولا ترغب بدخول حرب في المنطقة يكون مدخلها لبنان، ولكن كل ذلك بحسب المصادر قد لا يُقنع نتانياهو الذي يدرك أن الأميركيين لن يتخلوا عنه.

الأمر الثاني البارز بزيارة هوكستين، هو أن الإدارة الأميركية باتت تُدرك الكلفة الكبيرة بحال انفلات الوضع في المنطقة، وتيقنها أن العدوان الاسرائيلي على لبنان قد يشكل مدخلاً للحرب، وتُشير المصادر الى أن الأميركيين مقتنعين بأن هذا الصراع لن يكون محصوراً، لأنهم لو اقتنعوا بنتيجة عملهم على فصل الجبهات لم يكن ليمانعوا بتوسيع العمليات العسكريةتجاه الجنوب اللبناني لأن رفضهم لها لا ينطلق من مصلحة الشعب اللبناني إنما من باب القلق على اسرائيل أولاً، ومن امكانية دخولهم في حرب بالمنطقة ستمتد لفترة طويلة وستساهم بزيادة الضغوطات عليهم، وتؤخّرهم عن مشاريعهم بمواجهة روسيا والصين.

والأمر الثالث هو أن هوكستين الذي يحمل معه اقتراحه المتعلق بالحدود لم يتمكّن بعد من إقناع الإسرائيليين به، وهو المقترح الذي بحسب المصادر يتعلق بالنقطة البحرية b1، وتبادل الأراضي بين لبنان والعدو، وينص على تأجيل البت بمسألة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتُشير المصادر إلى أن الاسرائيليين لا يزالون يعترضون على لبنانية نقطة b1.

استبق الاسرائيليون زيارة هوكستين بالتأكيد على نوايا التصعيد ضد لبنان، فهل ينجح نتانياهو بتوريط الأميركيين؟!.