رأى منسق الحكومة اللبنانية السابق لدى قوات الطوارئ الدولية ورئيس المحكمة العسكرية السابق العميد منير شحادة، في حديث لـ"النشرة"، أن العملية التي نفذها الجانب الإسرائيلي يوم أمس هي بديل عن عمل عسكري، على إعتبار أن تل أبيب عاجزة عن تنفيذ عمل بري في جنوب لبنان، بسبب عدم جهوزية جيشها لذلك بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى قدرة المقاومة على الرد التي تمنعها من القيام بعمل عسكري بري، بدليل أنه عندما رج "حزب الله" على إغتيال القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر، رأت تل أبيب بعض قدرات الحزب وإلى أين من الممكن أن يصل من خلال الأسلحة التقليدية فقط.

واعتبر شحادة أنه لذلك أحجمت عن أي عمل عسكري بإتجاه لبنان، وبالتالي ما حصل أمس كان بديلاً، موضحاً أنه عند اجتمع الكابينت الإسرائيلي، في الأيام الماضية، قرر توسيع العمل العسكري في الجبهة الشمالية، وكان المقصود توسيع القصف الجوي، مشيراً إلى أن الحديث عن حزام أمني بعمق 10 كيلومترات، يعود إلى التفكير الإسرائيلي بالقيام بتدمير بهذا العمق، ولا يعني القدرة على القيام بعمل بري، مؤكداً أن تل أبيب لن تجرؤ على القيام بإجتياج بري، واصفاً ما حصل أمس بأنه بداية التوسع في العمل العسكري على الجبهة الشمالية.

أما بالنسبة إلى الأسئلة التي تطرح حول حقيقة ما حصل، أوضح شحادة أنه بات من شبه المؤكد أن الأجهزة التي استوردها الحزب، بحدود 5000 جهاز منذ 5 أشهر تقريباً، وصلت مفخخة مسبقاً، حيث نجح الموساد أو أجهزة الأمن الإسرائيلية بالوصول إليها، متوقعاً أن يكون هناك تواطئاً من قبل الشركة المصنعة، لافتاً إلى أن التخفيف من المرجح أن يكون بواسطة بضعة غرامات من المتفجرات الحديثة التي لا يمكن أن تكتشف، بطريقة مخفية مع البطارية، إلى جانب خرق تلك الأجهزة سيبرانياً ولا سلكياً، بشكل تصل رسائل نصية إلى حامليها، تضطرهم إلى حملها قبل إنفجارها، ما يبرر أن أغلب الإصابات في الوجه واليدين.

ورداً على سؤال حول الأسباب التي حالت دون إكتشاف ذلك مسبقاً، أشار شحادة إلى أن النظريات لا تزال تتراوح حول نوع هذه المتفجرات التي لا يمكن إكتشافها إلا بواسطة طرق متقدمة جداً، لافتاً إلى أنه بحسب ما يتم التداول به يُحكى عن أن إسرائيل لاحظت أنه تم إكتشاف ذلك من قبل عناصر من الحزب، مما أجبرها على إستعجال تنفيذ العملية، لكنه شدد على أن كل ما تقدم لا يزال ضمن النظريات الشبه مرجحة، بإنتظار خطاب أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله غداً.

وفيما يتعلق بالرد المنتظر من قبل "حزب الله"، أوضح شحادة أنه بحسب البيانات الصادرة عن الحزب يجب التوقف عند 3 نقاط: إتهام إسرائيل بشكل مباشر رغم عدم إعترافها حتى الآن، القصاص العادل أي أن الرد يجب أن يكون متناسباً مع هذه الجريمة الإرهابية، إن الله على ما نقوله شهيد وهذا وعد بأن الرد قادم، معتبراً أن الرد سيكون سريعاً على عكس الرد الذي حصل على إغتيال شكر، معرباً عن إعتقاده بأنه سيكون خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة.

وشدد شحادة على أن إسرائيل لم تترك للحزب من خيار إلا الرد الذي لن يأخذ بعين الإعتبار أنه من الممكن أن يؤدي إلى حرب شاملة، موضحاً أنه في الرد على إغتيال شكر كان الحزب يدرس الهدف بشكل لا يعطي تل أبيب عذر يؤدي إلى حرب شاملة، لكن اليوم لم تترك للحزب من خيار إلا الرد بما يتناسب مع هذا العمل الإرهابي.