أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، في كلمة بالجلسة الافتتاحية لـ"المؤتمر العالمي الثامن والثلاثين للتقريب بين المذاهب" في طهران، الى أن "ما يجري اليوم على أرض غزة ولبنان من عدوان غربي همجي إرهابي ومجازر يندي لها جبين الانسانية ما كان ليحصل لولا الانقسامات المذهبية يتحمل نتائجها اليوم اللبناني والفلسطيني واليمني، وتتصدى المقاومة بكل شجاعة وعنفوان فيما تقف الأمة متفرجة على ما يجري مما يضفي أهمية بالغة على وظيفة مجمع التقريب لتطوير أدائه للوصول الى النتيجة المرجوة، وهو أمر طبيعي لأي مؤسسة من المؤسسات".

وأكد الخطيب، على "ضرورة العمل مع الجهات الرسمية في كل دولة على تأكيد التعامل بين الشعوب والدول والمجتمعات في الأمة على أساس الإسلام الحضاري الذي يشكل الناظم للاجتماع السياسي والمرجع في سلوك المسلمين أفرادا ودولا ومؤسسات".

ورأى أنه "لا يكفي أن نُعالج آثار التبعية والتدخلات الأجنبية، إذا لم نطوِّر فهمنا للإسلام الحضاري الجامع فنتخلَّص به ومعه من أثقال التخلُّف التي تقف في وجه روح الشريعة، وتورثنا بعض العادات الجاهلية، التي تجعل من مجتمعنا أسير الماضي العاجز عن مواجهة تحديات الحاضر، والإستعداد لتحديات المستقبل".

وأضاف الخطيب، أن "مصلحة الأمة الإسلامية بكل تنوعاتها تكمن في التخلُّص من التبعية بالتكامل ومواجهة التخلُف بنور الإسلام الحضاري الجامع، وهذا هو المنطلق الجامع الجديد لرسالة التقريب. لذلك، نقترح تطوير أُطر العمل بالتعاون بين الدول الإسلامية، واعتماد مقاربة جديدة وواقعية تعتبر أن الغاية من جهود التقريب تتحقق عندما تتعاون الدول الإسلامية فيما بينها".

واعتبر أن "هذا يتطلب توطيد أسس الوحدة الوطنية في كل دولة وفتح نوافذ التواصل بين الشعوب وحكوماتها وبين الدول الإسلامية بعضها البعض، بأساليب مترفعة عن كل العصبيات لخدمة كل إنسان والإنسان كله، على أمل أن يتوصل هذا المؤتمر إلى حلول إبداعية تتجاوز كل الأطر التقليدية للإرتقاء إلى مستوى التحدي، وفتح الأبواب بين الدول الإسلامية بروح الإسلام الحضاري الواحد العابر للمذاهب، مع الإحترام لخصوصية كل دولة وثوابتها".