استهدف "حزب الله" شمال حيفا، وأصاب قاعدة رامات ديفيد الجوّيّة الإسرائيليّة، وأحياء سكنيّة شمال حيفا، في ضربات صاروخيّة حملت اسم "فادي واحد" و"فادي اثنان". وأتى هذا التطوّر ردًّا على الضّربات الإسرائيليّة الّتي طالت مناطق لبنانيّة عدّة، تمّ خلالها استهداف مدنيّين.
لأوّل مرّة، تصل صواريخ "حزب الله" إلى هذا العمق، الّذي يبعد حوالي خمسين كلم عن الأراضي اللّبنانيّة، ويستهدف منازل إسرائيليّين، كما حصل في "كريات بياليك"، أيضًا كردّ على استهداف إسرائيل لمدنيّين في مناطق لبنانيّة، وخصوصًا في الضاحية الجنوبية لبيروت. ورأت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ حزب الله "اختار بعناية الهدف الّذي يوجّه نيرانه إليه، والرّسالة المضادّة الّتي يريد إيصالها".
فماذا حملت رسالة "فادي" معها من لبنان إلى إسرائيل؟
تقول مصادر مطلعة لـ"النشرة"، إنّ تركيز "حزب الله" على استهداف حيفا، يعني الردّ بالمثل على الاستهدافات الإسرائيليّة الّتي طالت العمق اللّبناني، وخصوصًا الضاحية الجنوبية لبيروت. كما أنّ إصابة منازل إسرائيليّين تعني الردّ بالمثل أيضًا على استهداف مدنيّين لبنانيّين.
وأضافت أنّ "حجم الدّمار الّذي لحق بمواقع ومنازل إسرائيليّة، يدل على أنّ الحزب يملك صواريخ فعّالة، سمّاها "فادي"، جرى استخدامها بعد ساعات من ادّعاء تل أبيب أنّها ضربت المنصّات الّتي كان الحزب يستعدّ لاستخدامها، عبر مئة غارة جوّيّة نهارًا، وخمسين غارة ليلًا، في مناطق عدّة جنوب لبنان".
واعتبرت المصادر أنّ "ردّ الحزب على الاستهدافات الإسرائيليّة جاء موجعًا لتل أبيب، في عزّ الحملة الإعلاميّة الإسرائيليّة الّتي ادّعت فيها أنّها قضت على معظم قيادة "حزب الله" الميدانيّة".
والأهمّ، بالنّسبة للمصادر ذاتها، أنّ "كلّ التّركيز الإسرائيلي على إعادة المستوطنين الإسرائيليّين للشّمال، تمّ الردّ عليه من قبل الحزب بعمليّة واحدة ومحدّودة، جرى عبرها زيادة المناطق والمستوطنات غير الآمنة، الّتي تزيد ضغط المستوطنين إلى حدود 500 ألف باتوا في مساحة عدم الأمان، ويفضّلون ترك البلدات قرب حيفا وليس البقاء في الملاجئ".
كما أنّ نوعيّة الاستهدافات الّتي قام بها "حزب الله"، تتجّلى بأنّها طالت مناطق حسّاسة جدًّا، قرب منشآت حيويّة عسكريّة جوّيّة وكيميائيّة.
بالخلاصة، أكّدت رسالة "فادي" أنّ "الحزب قادر على تحقيق إنجازات عسكريّة ضدّ إسرائيل، وأنّ "يده تستطيع الوصول إلى العمق الإسرائيلي، لكنّه كان يتمهّل لعدم ملاقاة تل أبيب في سعيها لاستهدافات في لبنان، وبالتّالي فإنّ غايته إسناد حليفته حركة "حماس" في غزة، وليس فتح جبهة حربيّة واسعة وشاملة؛ لكنّ إسرائيل تمادت في ضرباتها ضدّ لبنان".
ماذا بعد؟
لا تزال الأمور دون اطار الحرب الواسعة والشّاملة، لكن الاستهدافات ستستمر، وتطول، بين التّسخين والتّبريد، طالما لا يوجد تسوية تبدأ من وقف حرب غزة.