أفادت صحيفة "النهار" بأن قاض كبير يشغل موقعاً حساساً يتحدث عن إعطاء زميله أوامر، قبل أكثر من شهرين، بتحرير تاجر الكوكايين والمخدرات عبد الكريم طويل، وهو من أصل جزائري ويحمل الجنسية الفرنسية، ويلقب بـ "البروفسور" نظراً إلى باعه الطويل في هذا الحقل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الموقوف خرج بسند إقامة من السجن ليومين، لكن بعد حدوث ضجة جرى توقيفه وطلبت السلطات الفرنسية تسلمه ومحاكمته أمام القضاء الفرنسي، لافتة إلى أن الحكومة اللبنانية لم تعترض على الطلب، على أن تتم متابعة الموضوع مع وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري، ليتم في المقابل إطلاق الموقوف اللبناني في باريس جورج إبرهيم عبدالله.

أوضحت الصحيفة أن طويل يصنف من بين الأسماء التي تصدر شحنات الكوكايين، وهو معروف على مستوى عال من حلقة كبار التجار، إذ كان ينشط على خط أكثر من دولة في المنطقة وصولاً إلى أوروبا وأميركا الجنوبية، ويدير أكثر من شبكة، إلى أن تم الإيقاع به وجرى توقيفه فيما كان آتيا من دولة خليجية.

وكشفت أنه بعد إجراء سلسلة من التحقيقات مع طويل لدى الجانب الأمني المعني أصبح ملفه في عهدة القضاء، حيث كانت المفاجأة أن قاضياً كبيراً وفي موقع مرموق استغل غياب رئيسه المباشر، المشهود له بنزاهته العالية، وعمد إلى الإفراج عن طويل و"يا دار ما دخلك شر".

وأشارت إلى أن أبطال هذه العملية 3 أسماء معروفة لدى الرأي العام، هم قاض ومحام تربطه صلة قرابة بنائب معروف، وإعلامي ينشط في حقل الصفقات التجارية لقاء حصوله على أموال وعمولات طائلة، وقد نال الثلاثة مليون دولار عبر وسطاء تفرغوا لإطلاق طويل، لكنها لفتت إلى أن خاتمة عمليتهم هذه باءت بالفشل.

وأوضحت أن الإعلامي أجرى اتصالاً بصديقه القاضي وأبلغه بأن مسؤولاً أمنياً كبيراً في "حزب الله" يتمنى عليه إطلاق طويل، وبعدما قبض الثلاثة المبلغ نقداً وتقاسموه، ضجت حلقة ضيقة جداً بخبر الإفراج عن طويل، فعمد قاض أعلى رتبة إلى إعطاء أوامره بتوقيف التاجر ومنعه من مغادرة البلاد.

وكشفت أنه بعد فشل إطلاقه ومغادرته بيروت عمدت والدته إلى رفع الصوت والتهديد بكشف حقيقة ما حصل، حيث تبلغ مسؤول حكومي لبناني بواسطة السلطات الفرنسية، نقلاً عن والدة التاجر، أنه "تم دفع مليون دولار للإفراج عن ابني ولا يزال في السجن". مشيرة إلى أنه بناء عليه، حصلت اتصالات بين المرجع الحكومي والجهات القضائية والسياسية الفرنسية، التي تطالب بتوقيفه وإخضاعه للقضاء والمحاكمة، سواء في بيروت أو في بلده الأصلي، وهو من الأسماء المعروفة على المستوى الدولي في حقل الإتجار بالكوكايين والممنوعات، لافتة إلى أن قاض لبناني من الوجوه البارزة يردد في جلسة ضيقة أنه سيتابع الملف من دون تراجع بعد هذه الصفقة الفاشلة.