رأى النائب غسان سكاف ان المشكلة الحقيقية في المواجهة العسكرية بين حزب الله واسرائيل تكمن بالموقف الإيراني الملتبس لجهة مقاربة إيران التطورات الميدانية والسياسية على حد سواء. وقال من غير المفهوم عدم وجود موقف إيراني واضح وحاسم تجاه ما يتعرض له حزب الله من ضربات موجعة، لاسيما انه الذراع الإيرانية الأبرز والأكثر تسلحا في المنطقة وعلى شواطئ المتوسط.
وأعرب سكاف في حديث إلى "الأنباء" الكويتية، عن استغرابه لانقطاع المؤشرات الإيرانية الداعمة لمواقف حزب الله أو أقله الموحية له، اما باستكمال عملياته العسكرية واما بوقفها جزئيا او بالكامل، ناهيك عن صمتها تجاه ما وعدت به من رد موجع على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، الأمر الذي أفقد لبنان عموما وحزب الله خصوصا معادلة توازن الرعب مع اسرائيل، واستبدالها بخطابات وتصاريح وتوعدات لا تسمن ولا تغني عن جوع، علما ان عدم رد حزب الله على مجزرة ما يسمى بأجهزة البيجر والووكي توكي بشكل واضح يتساوى مع حجم المجزرة، من شأنه تسعير الأزمة المعنوية التي تسللت إلى داخل بيئته وجمهوره.
واعتبر ان القدرات التقنية التي يستعملها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في حربه ضد حزب الله لامست الخيال العلمي، وحولت حرب الإسناد والمشاغلة إلى حرب غير تقليدية لا تشبه حرب العام 2006 بشيء، أي ان ما نشهده اليوم هو مواجهات استخباراتية تكنولوجية بامتياز بالتوازي مع اغتيالات لقادة ورؤوس كبيرة. وتجسدت أولا بامتلاك حزب الله هذا الكم الهائل من المعلومات حول القواعد العسكرية الإسرائيلية، ليس فقط المتاخمة للحدود مع لبنان، انما والأهم المتواجدة في العمق الإسرائيلي. وثانيا، امتلاك إسرائيل داتا غنية بالمعلومات حول حزب الله عديدا وعتادا ومواقع عسكرية. وثالثا، بتفجيرات البيجر واللاسلكي، الأمر الذي يوحي بأن هذه الحرب التي تشارف على إطفاء شمعة السنة، قد تمتد إلى أجل غير مسمى خلافا للحروب السابقة. فحرب العام 1967 عرفت بحرب الأيام الستة، وحرب 1973 استمرت من 6 تشرين الاول حتى 25 منه، وحرب 2006 انتهت بعد 5 اسابيع من المواجهات العسكرية.
وعن إمكانية تطبيق القرار الدولي 1701 كمخرج من الحرب، أعرب سكاف عن اعتقاده أن نتانياهو الذي يعتبر نفسه منتصرا، لن يرضى بعد الضربات الأخيرة التي تلقاها حزب الله، بتطبيق القرار المذكور. لكن على لبنان انتزاع عنصر المفاجأة من يد المجنون الإسرائيلي، عبر انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، الأمر الذي سيعيد خلط الأوراق ويضع الإسرائيلي امام مشهدية لبنانية جديدة تجبره على إعادة حساباته في الواقع الميداني، والذي سيمتن الوحدة الوطنية والتضامن الشعبي الذي شهدناه إثر تفجيرات البيجر والووكي توكي. وهذا يربك كل من يراهن على إمكانية ضرب الصيغة اللبنانية، وبالتالي إنهاء لبنان الدولة والكيان.
واردف سكاف لن يأتي الرئيس العتيد وبيده عصا سحرية، انما انتخابه هو بحد ذاته تلك العصا الساحرة التي ستجبر العالم بأسره على إعادة النظر بمواقفها تجاه الحرب في جنوب لبنان. فالولايات المتحدة تحاول عبر مبعوثها الخاص أموس هوكشتاين كبح جماح الإسرائيلي ومنعه بالتالي من شن حرب على لبنان حتى الانتهاء من الانتخابات الرئاسية لديها، ما يعني ان الحرب في الجنوب ستتفلت حكما من ضوابطها بعد الانتخابات الاميركية.
وكشف عن مبادرة جديدة له لانتخاب رئيس للجمهورية، قوامها استحالة انتخاب رئيس دون مشاركة كل المكونات الوطنية. وسيباشر للغاية جولاته على القوى السياسية كافة، بدءا بالثنائي الشيعي يليه الثنائي المسيحي، انطلاقا من يقينه بأن الانتصار الوحيد المتاح امام لبنان واللبنانيين يكمن بانتخاب رئيس للبلاد قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية، وإلا فإلى المجهول در.