اشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في تصريح له من مطار بيروت بعد عودته من طهران، الى انه "لا بد من توجيه التحية إلى شعبنا المضحي الذي تعرض لعدوان إسرائيلي همجي، وإنتهك هذا العدو كل القيم الإنسانية وكل الأعراف والقوانين الدولية، ويريد أن يظهر نفسه انه هو المعتدى عليه ونتيجة هذا العدوان هو يدافع عن نفسه". اضاف: "هذا خطاب للذين يتوجهون إلى العدو الصهيوني ويقولون عنه بأنه أنه يحق له أن يدافع عن نفسه فيما هو المعتدي وهو المحتل وهو القاتل وهو المجرم، وهو الذي بكل التقارير الدولية والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية كلها وجهت التهمة اليه لخرقه كل القوانين والأعراف وعدم مراعاة حقوق الإنسان".
وتابع: "إلى هذا العدو الذي قتل وجزر في الشعب الفلسطيني وقصف البيوت على أهلها، إنه يريد اليوم بهذا العدوان على جنوب لبنان أن يعيد الكرة، نحن نقول للعالم ان هذا العدو الذي خرق كل القوانين الدولية وخرق القرار ١٧٠١ تحت أنظار العالم كله وأمام الرأي العام العالمي، وهو الذي يخرق القرار ١٧٠١، ونحن المطالبون بأن نطبق القرار ١٧٠١ فيما نحن الذين طبقنا القرار ١٧٠١بشهادة ممثل الأمم المتحدة والقوات الدولية في لبنان، وأن العدو الإسرائيلي هو فقط الذي خرق هذا القرار لذلك لن نسمح لهذا العدو مهما بلغ إجرامه أن يتمادى في العدوان على لبنان".
وطالب الأمم المتحدة وكل القوى الدولية والمبعوثين الدوليين الذين يأتون إلى لبنان للضغط على شعبنا وعلى المقاومة المعتدى عليها وعلى شعبنا وعلى الدولة اللبنانية في أن تستجيب تحت الضغط الإسرائيلي وبالقوة إلى ما تريده لن نقبل بهذا، وعلى الأمم المتحدة والقوى الدولية أن تضغط على العدو الإسرائيلي كي يوقف عدوانه على لبنان وعلى جنوبه الذي دمرت قراه وقتل أبناؤه من المدنيين، حيث اعتدى العدو على السيارات والطرقات وعلى المواطنين في بيوتهم. اضاف: "نطالب مجلس الامن بأن يطبق قراراته الدولية وأن يذهب لتطبيق القرار ١٧٠١، وأن يفرض على هذا على العدو الإسرائيلي الذي لم يتجاوب ولم يطبق القرار على الإطلاق، نأمل أن يتحقق ذلك وأن تقوم الدول التي تأتي إلى لبنان كي تمارس الضغط على المعتدي وعلى من يخالف القرارات الدولية ويمنع تطبيقها ويعتدي على القرى الآمنة والمواطنين والمدنيين والمنشآت المدنية أن يلزم بتطبيق القرار ١٧٠١ فلبنان واللبنانيين ليسوا هواة حرب وإنما هم يدافعون عن أنفسهم ويريدون تحقيق الأمن والإستقرار لقراهم وأبنائهم في جنوب لبنان".
وتابع: "هنا لا بد في هذا الظرف الصعب الذي عاشه أهلنا في الجنوب وفي البقاع الغربي وفي البقاع الشمالي والأوسط، هؤلاء الذين تعرضوا في هذين اليومين للهجمات الوحشية الإسرائيلية، أوجه لهم التحية وأوجه تحية الإكبار لشهدائنا ولأهاليهم بالعزاء والتبريك الذين دفعوا ثمن عزتهم وكرامتهم ولم يرضخوا لهذا العدو وهم يعرفون ويعلمون بأن هذا العدو لا يستجيب لا لقرارات دولية وليس لديه شعور إنساني على الإطلاق". وقال: "أوجه لأهالي الشهداء تحية إكبار للذين لهم حق على اللبنانيين جميعا، هم دافعوا عن لبنان ولم يدافعوا عن طائفة ولا عن منطقة وإنما دافعوا عن كرامة اللبنانيين جميعا لأن الجنوب والبقاع جزء من لبنان ومن سيادته ومن دون الجنوب والبقاع وأي جزء من لبنان ليس هناك سيادة، فالسيادة لا تكتمل ولا تكون أصلاً إذا كان هناك جزء من لبنان تُنتهك سيادته".
اضاف: "أتمنى للجرحى الشفاء العاجل وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يربط على قلوب أهلنا وأن يصبروا هذه الأيام القليلة إن شاء الله، صبروا أياماً قليلة فأعقبتهم راحة طويلة ليس أمامنا إلا الصبر ولا مجال للتهاون والسقوط أمام مطالب العدو الإسرائيلي ومن يدعمه أو الضغوط للمبعوثين الدوليين الذين يأتون إلى لبنان لممارسة الضغط على الحكومة اللبنانية التي أوجه لها التحية على ما قامت به في المجال الصحي وفي سائر المجالات وإن كان الوضع يتطلب أكثر، فالنازحون على الطرقات يحتاجون إلى المزيد من العناية".
وتابع: "كما أشكر اللبنانيين جميعا الذين إستضافوا إخوانهم من اللبنانيين ومدوا لهم يد العون ومواطنيهم هم إخوانهم، أشكر كل الذين تعاونوا مع مواطنيهم، مع أهلهم الذين اضطروا لترك ديارهم دفاعا عنهم وعن كل لبنان وليس فقط دفاعا عن الجنوب كما ذكرت أو البقاع الذين تعرضوا لهذا العدوان الهمجي واضطروا لترك بيوتهم وبعضهم إستشهد في هذه البيوت وفي الساحات، وبعضهم بقي في أرضه صامدا رغم الضربات الوحشية التي يقوم بها هذا العدو".
وقال الخطيب: "في الفترة التي كنت خلالها في الجمهورية الإسلامية الإيرانية كنا دائما مشغولين بكيفية دعم لبنان مع المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أوجه لها التحية، والتي كانت أول من قدم للبنان المساعدة خصوصا في المجال الطبي ولا سيما أخذ الجرحى لمعالجتهم في مستشفياتها، وقد تشرفت بلقائهم وبزيارتهم، وأطمئن أهلهم ان معنوياتهم عالية جدا لقد أخذت أنا منهم المعنويات ورغم جراحهم الكبيرة وآلامهم الكبيرة أوجه لهم ولأهلهم التحية وأسأل الله سبحانه وتعالى الشفاء العاجل لهم، هناك عناية كاملة بهم لا يحتاجون إلى شيء، ولم يحتج منا، سواء الأطباء أو المسؤولين، اي توصية في هذا المجال وأنا رأيت هذا بأم العين". اضاف: "الحمدلله رب العالمين أن وفقت لزيارة بعض الجرحى وليس الجميع لضرورات، ولكن رأينا البعض وطمأنني المسؤولون والأطباء بأن أوضاع أكثريتهم ستتحسن ان شاء الله وبقدر الإمكان يمكن ترميم ما أمكن من إصاباتهم".
وتابع: "كما شاركنا في مؤتمر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب وكانت لنا لقاءات مع كثير من المشاركين في هذا المؤتمر الدولي، وكان شعارنا في هذا المشروع المشترك للوحدة الإسلامية بين بلدان العالم العربي والعالم الإسلامي وأن يكون هذا عبر الدول والدول الرسمية والدخول إلى البلدان عبر أبوابها والتواصل مع سائر أبناء هذه البلدان عبر المؤسسات الرسمية، وإن شاء الله هناك عمل حثيث وجهد كبير تبذله مؤسسة التقريب بين المذاهب ولتوحيد الروئ ببن المسلمين". وقال: "هناك إهتمام خاص بالموضوع الفلسطيني واللبناني فهم يعتبرون القضية واحدة، الجبهة في لبنان والجبهة في فلسطين هي في مواجهة هذا العدو الشرس الذي لا يفرق بين الطوائف وبين المذاهب في اجرامه وإنما يحاول أن يفرق بينهم وأن يوقع الفتنة فيما بينهم من أجل تحقيق مصالحه".
اضاف: "أعتقد أن هناك أسلوبا جديدا في التعاطي مع موضوع التقارب بين المذاهب والوحدة بين المسلمين وهذا العمل طبيعي لأنه يحتاج إلى وقت والاستفادة من التجارب التي مر بها، وكان هناك نجاحات وإخفاقات وإن شاء الله هذا الموضوع يتكامل شيئاً فشيئاً ويصل إلى غايته المرجوة". وختم: "طبعاً تشرفنا بلقاء سماحة الامام القائد السيد الخامنئي وفي لقائه المشاركين في المؤتمر، حيث أكد سماحته على دعم لبنان وفلسطين، وضرورة توحد المسلمين جميعا لمواجهة هذا العدو، كما دعا إلى العمل الجاد من أجل دعم الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني ليتمكن من أن يقاوم ويستمر في المعركة التي ستنتهي بإنتصار الشعبين اللبناني والفلسطيني والعالم الإسلامي إن شاء الله".