لا تجد تجمعاً لبنانياً من دون الحديث عن الخطوات التي يقوم بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لوقف الحرب. هو يسعى في كل اتجاه دولي، وبالتنسيق والتكامل مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وتعاون قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي زار عين التينة في الساعات الماضية.
يمكن رصد الاحتضان اللبناني لحراك بري، خصوصاً ان تواصلاً دولياً يجري مع رئيسي المجلس والحكومة. فما كان منهما الاّ وقدّما كل التسهيلات للعواصم الدولية، لتنفيذ القرار الدولي ١٧٠١ ونشر الجيش اللبناني جنوباً، والبحث في كل العناوين العالقة، ولاسيما السياسية ايضاً التي اعلن عنها ميقاتي بعد زيارته بري في عين التينة.
تلك اساساً روحية البيان الدولي - العربي الذي صدر منذ ايام، لكن اسرائيل وحدها اطاحت به، في زمن الانشغال الاميركي بالإنتخابات الرئاسية، التي بات فيها ارضاء الاسرائيليين جزءاً من الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة.
وبحسب المعلومات فإن الفرنسيين الذين ابدوا كل الاهتمام بوقف الحرب على لبنان، واجرى وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو جولة دسمة من المحادثات في بيروت، عاد بإنطباع ان لبنان ملتزم بكل العناوين الدولية، فماذا عن إسرائيل؟
تريد تل ابيب استغلال لحظة الإرباك التي اصيب بها "حزب الله" بعد استهداف امينه العام السيد حسن نصرالله، والقضاء على قياديين في الحزب، للتقدم براً بإتجاه جنوب لبنان. ترفع إسرائيل عنوان تدمير الأنفاق، لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يريد كسباً معنوياً اولاً، واجتياحاً برّياً للقول ان تل ابيب قادرة على تنفيذ كل تهديداتها من دون رادع.
قدّم بري وميقاتي ضمانات للعواصم الدولية بشأن سيطرة الجيش واليونيفيل جنوباً، مما يعني الاّ وظيفة للأنفاق التي كان يستخدمها "حزب الله"، لكن إصرار اسرائيل يُحبط الجهود الدولية المطروحة، لتصبح العملية البرية بحكم الواقعة بعد ساعات، كما تسرّب الصحافة الإسرائيلية.
يحاول بري اجهاض الإجتياح الإسرائيلي عبر خطوات سياسية و دبلوماسية مهمة، لكن العجز الدولي عن منع تل ابيب يقود إلى احتمال دخول الاسرائيليين إلى الجنوب، لتبدأ معها المواجهة. فما هي حدودها؟ جغرافياً لم يضع الاسرائيليون هدفاً محدّداً، وتركوا عملياً القرار للميدان، بينما يتوعد "حزب الله" بمقاومة إسرائيل في الجنوب.
انها ساعات حاسمة، تفتح الخيارات بكل اتجاه، لكن الواضح فيها ان لبنان الرسمي والشعبي يريد وقف الحرب فوراً، مقابل اصرار الاسرائيليين على آخر خطواتها، وسط عجز دولي.