عندما أبرم لبنان الرسمي اتفاق الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل منذ حوالي العامين، في تشرين الأول من العام 2022 تعرض المسؤولون عن هذا الإنجاز الى هجوم وتخوين بسبب بيع المساحات البحرية الى العدو الإسرائيلي، واتهموا بأنهم تخلّوا عن حقوق لبنان وعقد الصفقات، وكانت المزايدات كثيرة، والسيناريوهات أكثر.
من المفيد العودة الى التاريخ بعض الشيء لتبيان أهمية الاحداث التي تجري اليوم، ففي ذلك الوقت منذ عامين كان التكامل بين الدولة ومؤسساتها المفاوضة والمقاومة التي أرسلت مسيراتها الى كاريش وعادت بتنازل إسرائيلي عن الخط رقم 1، وقبول بالخط 23، ويومها اتهم حزب الله أيضاً بالتخلي عن الحقوق وبيعها.
اليوم، بعد اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، والضربات القوية التي تعرض لها الحزب وجسم المقاومة، وشعور العدو الإسرائيلي بأن المعركة حُسمت لصالحه وأن الحزب انتهى، خرج علينا وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين ليقول أن "توقيع اتفاق الغاز مع لبنان كان خطأ يتوجب تصحيحه، إذ كان خطأ منذ البداية وسنحرص على تصحيحه، وأنا أبحث عن طريقة أو ثغرة لإلغاء ترسيم الحدود البحرية مع لبنان". فماذا يعني ذلك؟.
بحسب مصادر متابعة فإن هذا التصريح يُعتبر الدليل الأقوى والأبرز على أن الاتفاق لم يكن لمصلحة العدو الإسرائيلي، بل لمصلحة لبنان، وعلى أقل تقدير هو لمصلحة الطرفين، ولم يكن فيه غلبة لإسرائيل على لبنان، وما كلام كوهين سوى تأكيد على ذلك، كما أنه دليل على دور حزب الله بحماية ثروات البلد وتحصينها.
وتضيف المصادر عبر "النشرة": "كذلك فإن الخطير في الحديث الإسرائيلي ليس النية بالخروج عن الاتفاق وحسب، وهو ما كانت قد فعلته إدارة دونالد ترامب سابقا في الملف النووي الإيراني عندما شعرت أن مصلحتها تقتضي ذلك، إنما الخطر بأن العدو يعلم بأن حماية لبنان كانت تتم من قبل الحزب، واذا هُزم ستحصل استباحة لبنان وحقوقه على عكس كل ما يقوله أولئك الذين يتحدثون عن حماية لبنان عبر القرارات الدولية".
اليوم من الواجب على من يطالب المجتمع الدولي بحماية لبنان أن يرد على كلام الوزير الإسرائيلي، ويضع خطة لكيفية مواجهة المرحلة المقبلة، فماذا لو قرر الإسرائيلي اليوم ترك الاتفاق والتعدّي على مساحة لبنان البحرية، هل يضمن هؤلاء الموقف الأميركي الذي كان وسيطاً وضامناً للإتفاق، وأميركا اليوم غير قادرة على ضبط عدوانية إسرائيل ومخططاتها الاجرامية للمنطقة؟
بحسب المصادر فإن لا شيء يحمي لبنان وحقوقه سوى قوته، جيشه ومقاومته، واليوم بعد تصريح وزير الطاقة الإسرائيلي سقطت كل الاتهامات التي رافقت ملف ترسيم الحدود البحرية، فالإسرائيلي يعلم بأن الاتفاق لم يكن لصالحه وها هو اليوم ينتظر الفرصة للانقضاض على حقوق لبنان، وذلك قبل أن تنتهي المعركة، فماذا لو انتهت المعركة لصالح إسرائيل، من سيحمي لبنان؟.