منذ الإعلان عن إغتيال أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، يوم السبت الماضي، تُطرح الكثير من الأسئلة حول ما يقدم على المستوى السياسي من سيناريوهات، خصوصاً أنه قبل يوم الإثنين الماضي كان البعض قد بدأ التعامل مع الحزب بوصفه "مهزوماً"، الأمر الذي تُرجم من خلال العديد من المؤشرات، التي حملت عنوان ما بعد مرحلة السيد نصرالله سياسياً، حيث كان من الواضح أن هناك من يراهن على إمكانية البناء على ما حصل، من أجل إطلاق مرحلة جديدة.

العنوان الأبرز، بالنسبة إلى هذه المرحلة، قد يكون فتح الملف الرئاسي على مصرعيه، من خلال الحديث عن الرئيس التوافقي، الذي لا يستفز أحداً، بالتزامن مع الإشارة إلى أن ذلك يأتي بالتنسيق مع العديد من الأفرقاء الإقليميين والدوليين، عبر تسوية تشمل مرحلة ما بعد الحرب، تتضمن تطبيق القرار 1701 وإرسال الجيش إلى الجنوب، في حين كان الإسرائيلي قد بدأ السعي إلى إحداث تغيير في ظروف المعركة، عبر محاولات التقدم براً.

هنا، تذهب مصادر متابعة، عبر "النشرة"، إلى التأكيد أن النتائج السياسية، في أي معركة، لا يمكن أن تبحث دون النتائج الميدانية، وبالتالي هي ترى أن كل حديث عن معطى سياسي، في الوقت الحالي، لا قيمة له، طالما أن المواجهات العسكرية لا تزال دائرة على أرض الواقع، خصوصاً أن كل فريق، من المتحاربين عسكرياً، لا يمكن أن يذهب إلى تقديم تنازلات مسبقة، بينما هو من الممكن أن يراهن على ظروف أفضل.

أبعد من ذلك، تشير هذه المصادر إلى أن بعض من يطرحون المبادرات السياسية، يتحدثون عن أن الحرب من الممكن أن تستمر أشهرَ لا أيام، ما يعني أنها لن تبقى ذات أبعاد محلية بل سيكون الطاغي فيها تلك الخارجية، الإقليمية والدولية، وهو ما يمكن الركون إليه من خلال مبادرة إيران إلى الرد المباشر على إسرائيل.

في السياق العام لهذا المشهد، جرى الترويج لبعض المعطيات الهامة، قد يكون أبرزها أن طهران تعرضت لـ"خديعة" دبلوماسية، في مقابل "سردية" أخرى تعتبر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "طعن" إدارة جو بايدن، في سياق رهانه على نتائج الإنتخابات في الولايات المتحدة، وتفضيله فوز دونالد ترامب فيها.

في مطلق الأحوال، تذهب المصادر المتابعة إلى وضع معادلة أساسية، تكمن بأن التفاوض أو تقديم الأوراق للإدارة الأميركية الحالية لم يعد مجدياً، نظراً إلى أنها، خلال أسابيع قليلة، ستغادر البيت الأبيض، وبالتالي الأفضل إنتظار نتائج الإنتخابات، لمعرفة هوية تلك التي سيتم التعامل معها، من الجانبين الإسرائيلي والإيراني تحديداً، نظراً إلى أن الحرب باتت إقليمية، لا تتعلق فقط بالساحة الفلسطينية أو اللبنانية.

بالنسبة إلى هذه المصادر، المهم لبنانياً هو ما يحصل على الحدود، أي المواجهات البرية، حيث تؤكد أن ليس هناك ما يمكن وصفه بالعملية "المحدودة"، وتلفت إلى أن الإسرائيلي، في حال وجد نفسه يتقدم، سيعمد إلى التوسع، بينما في حال فشله سيتراجع بإنتظار الخيارات الممكنة، حيث ستكون ترجمة ذلك سياسياً عبر واحد من إحتمالين: الأول هو ما بدأ البعض في تل أبيب التلميح له، بالنسبة إلى إتفاق الغاز والحزام الأمني والنظام السياسي، أما الثاني فهو، في حال الفشل الإسرائيلي، العودة إلى توازنات ما بعد حرب 2006.

في المحصلة، تجزم المصادر نفسها بأنه، بغض النظر عن الموقف من "حزب الله" وسلاحه، فإن نجاح الحزب في منع الإسرائيلي من التقدم براً مصلحة وطنية عليا، وتكتفي، في الوقت الحالي بالإشارة إلى معطيين فقط، حول تداعيات نجاحه، الأول هو مشاريع تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة التي لم تنته، أما الثاني فهو حديث ترامب، قبل فترة قصيرة، عن خارطة إسرائيل التي يفكر دائماً في كيفية توسيعها.