أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنه "عقب إعلان إسرائيل مقتل حسن نصر الله سارعت بعض المنصات الإسرائيلية بنشر العديد من المقاطع المصورة له وهو يتحدث عن علاقة الحزب الراسخة مع إيران، وكأن إسرائيل تريد إيصال رسالة للمنطقة والعالم أجمع مفادها أن تلك الضربة ليست موجهة لحزب الله فحسب، بل موجهة لإيران وحلفائها في المنطقة العربية، وفي واقع الأمر لا تحتاج إسرائيل أو غيرها لإثبات حقيقة هذه العلاقة، فحزب الله نفسه كان حريصاً أشد الحرص على توضيح هذه العلاقة وتكرار ذلك بمناسبة وبدون مناسبة خلال العديد من الأحداث".

ورأت أنه "من المؤسف أن يكون بلبنان مثل هذه الظواهر الغريبة والتي بدون شك تعتبر سبباً رئيسياً في موجات الفوضى والاضطرابات التي يمر بها بين الفينة والأخرى، بخلاف كونها السبب الأساسي في عدم استقراره لعقود طويلة، ولعل تصريحات المسؤولين بالحزب وهم يقدمون التعازي لزعماء إيران بعد اغتيال نصر الله لها الكثير من الدلالات، منها أن الحزب سيسير على نفس الدرب وأن البديل جاهز وفق ما تحدده قوى خارجية".

واعتبرت أنه "من الواضح تماماً أن إسرائيل لن توقفها أية عقبات الآن عن تنفيذ مشروعها المتعلق باغتيال وتصفية جميع قيادات حزب الله واحداً تلو الآخر، فكل يوم نسمع عن حادث اغتيال لواحد أو أكثر من قيادات هذا الحزب، وهو ما يمثل ضربات موجعة ومؤلمة لإيران وحلفائها في المنطقة، وعلى الرغم من تأكيد بعض قيادات الحزب (الذين لا يزالون على قيد الحياة) بأن تصفية أي قيادي سيخلفه قيادي آخر، إلا أنه من الواضح تماماً أن لبنان والذي يعاني أصلاً من ظروف سياسية واقتصادية صعبة سيمر بظروف قاسية ستزيد من معاناة الشارع اللبناني".

ولفتت إلى أنه "لا يمكننا بأي حال من الأحوال إنكار همجية إسرائيل ودمويتها سواء خلال عمليات الاغتيال التي قامت بها في الأراضي الفلسطينية أو في لبنان، ولاسيما وأن الكثير من الأرواح البريئة تزهق بلا ذنب أو جريرة ارتكبتها خلال عمليات الاغتيال هذه، إلا أن حزب الله وحتى قبل أحداث السابع من تشرين الأول الماضي كان عقبة في طريق الاستقرار السياسي في لبنان، وفي الوقت الذي أبدى فيه الكثيرون بعض التفاؤل بمستقبل لبنان بعد اغتيال نصر الله، إلا أن استمرار الحزب وإصراره على السير على خطى نصر الله يعني أن الطريق لا يزال طويلاً أمام استقرار لبنان، فالحزب يمثل الشوكة التي تقض مضجع لبنان وتحول دون استقراره، كما أن له دوراً مباشراً وغير مباشر في زعزعة استقرار العديد من الدول المجاورة".