أشارت الدّائرة الإعلاميّة في "حزب القوات اللبنانية"، إلى "أنّنا اعتقدنا أنّ هول المأساة التي يمرّ بها الشعب اللبناني المقهور والتائه والحزين، بسبب الحرب والموت والدمار والتهجير التي طالت شريحة واسعة من اللبنانيين، التي تنام في العراء وقوفًا ومن دون أدنى الشروط الصحية المطلوبة، بانتظار لقمة طعام لها ولأولادها، فيما شريحة أخرى كان لها "حظ" إيجاد مركز إيواء، وما أدراكم ما هي هذه المراكز، وبالتالي اعتقدنا لوهلة أنّ هذه المأساة التي يعيشها اللبنانيون في الوقت الحاضر، ستدفع بعض الشخصيات السياسية، ولاسيّما جماعة الممانعة، الى مراجعة عميقة لكل مواقفها التي أوصلت لبنان واللبنانيين الى ما نحن فيه".
ولفتت في بيان، إلى أنّه "تبيّن، وبكل أسف، وبخاصّةٍ من مسرحيات الأيام الماضي، أنّ بعض العقول ما زالت على ما كانت عليه، إذ في خضم ما يحصل كلّه، وفي خضم الموت والآلام والأوجاع التي تعانيها أكثرية الشعب اللبناني، لم تتورّع هذه العقول عن الاستمرار بألاعيبها السابقة؛ وكأن شيئًا لم يحصل في البلد".
وأوضحت الدّائرة أنّه "عندما تمّت مراجعة "القوات اللبنانية" وبعض قوى المعارضة بخصوص احتمال انتخاب رئيس للجمهورية، تلقفّت الأمر فورًا، اعتقادًا منها أنّ من كان يعطِّل عاد إلى رشده وتراجع عن تعطيله أمام هول ما يحدث في البلد، فأرسلت الأجوبة الإيجابية بانتظار المسار الأخير، المتمثِّل بتحديد جلسة انتخابات رئاسية بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس".
وركّزت على أنّه "ما إن أبدت "القوات" والمعارضة كل إيجابية، كالعادة، حتى راح الفريق الآخر يتراجع شيئًا فشيئًا، بدءًا بربط الانتخابات الرئاسية بوقف إطلاق النار، مرورًا بشرط تأمين توافق 86 نائبًا، وهذا أمر مستحيل، وصولا الى اعتبار النائب السابق سليمان فرنجية توافقيًّا، وهذا فضلا عن تأكيد عدّة مصادر من "حزب الله" أنّ الوقت الحالي ليس وقت الاستحقاقات الدستورية ولا الملفات السياسية؛ إنما الوقت هو للميدان".
كما شدّدت على أنّ "أصحاب الأوجه الصفراء لم يكتفوا بكل ما تقدّم، إنما أتبعوه مع وسائل الإعلام التي تدور في فلكهم، بحملة مركزة تضع المسؤولية على "القوات اللبنانية" وفريق المعارضة بتعطيل فرصة مفترضة من قبلهم لانتخاب رئيس للجمهورية".
وأكّدت الدائرة أنّ "ما يجري هو مؤسف للغاية، إذ كيف يمكن لمسؤولين كبار في الدولة وخارجها أن يكونوا على هذا القدر من اللا مسؤولية، فيواصلون إما تعطيلهم للانتخابات الرئاسيّة، أو تحميلهم زورًا وبطلانًا لـ"القوات" والمعارضة هذه المسؤولية التي يتحملونها هم بالوقائع الدامغة. والأسوأ من ذلك كلّه، أنّ بعضهم ذهب شاكيًا الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وطالبًا منه إقناع القوى المسيحية بتسهيل أمر انتخاب رئيس للجمهورية".
وأضافت: "ذلك في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني، أنّ الممانعة عطّلت الدورة الثانية من الجلسات كلّها، وأوقفت الدعوات لجلسات انتخابية، فيما شاركت "القوات" والمعارضة في الجلسات كلّها وأصرّت على الدورة الثانية، وطالبت وما زالت تطالب بضرورة الدعوة إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس العتيد".
وشدّدت على أنّ "رأفةً باللبنانيين الذين فقدوا حبيبًا وقريبًا ودُمّرت منازلهم ويعانون من قهر التهجير والمأساة التي ألمّت بهم، وبالتالي رأفة بهؤلاء كلهم، فإن الوقت ليس للتعطيل ولا لمسرحيات التذاكي، إنما الوقت لإخراج لبنان واللبنانيين من هذه المأساة، والخطوة المطلوبة على هذه الطريق تكمن في الدعوة الفورية إلى جلسة انتخابات رئاسية مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية".