زار الامين العام للهيئة العليا للاغاثة محمد الخير، يرافقه وفد مكلف من المنظمة الكشفية العربية، مراكز الايواء في الشمال لتفقد النازحين. وعقد مع رئيس اللجنة الطارئة في المنظمة لاغاثة لبنان، مؤتمرا صحفيا اعلن فيه اطلاق حملة للهيئة العليا للاغاثة والمنظمة وآلية تحركها.
واشار الخير الى أنه "يسرني ان نلتقي في هذا المكان، المعهد الفندقي في مدينة طرابلس الذي تحول الى حل لازمة النازحين في مدينة طرابلس، وهو من المراكز الاولى التي استقبلت اهلنا مع بدء موجة النزوح . ومن هنا اتفقنا مع المنظمة الكشفية العربية ليكونوا اليد اليمنى للهيئة العليا للاغاثة في تقديم المساعدات والعون اللازم على مختلف الاراضي اللبنانية، لاننا بحاجة تماما الى ايد نظيفة والى عمل شفاف لتتولى تقديم ما يلزم من عمل يصل الى المحتاجين" .
ولفت الى اننا "ننوه هنا بكل الجهود وبكل من دعم وآزر لنكون يدا واحدة في هذه الاوضاع الدقيقة والتطورات المتتالية، ولنلبي الاحتياجات على ان تكون المنظمة الكشفية العربية الى جانبنا في جهوزيتها الكاملة، واننا نعتبر هذه الانطلاقة بمثابة اتفاق بيننا لنشكل يد عون لكل من يحتاج الى هذا العون في ظل تعدد الازمات التي نشهدها ونمر بها في ما يمكن ان نعتبره المرحلة الاصعب في تاريخ لبنان في العصر الحديث. بالطبع سيكون هناك بنود وشروط لهذا الاتفاق بما يخدم المواطن النازح وايضا لصالح المواطن المقيم ولن تكون بالطبع لصالح فئة معينة بل للجميع دون استثناء، فنحن امام عدو يتربص بنا في معركة نفسية وعسكرية ونحن في ظل حرب باشكال مختلفة ومتنوعة، ونحن في مواجهة النزوح الذي نراه بهذه الكثافة وهذا العدد في فترة قصيرة وتدمير البلدات والقرى الممنهج يكشف اننا امام وضع طارىء ، فهناك قرى تهدد برمتها من قبل العدو ، ولنتصور هنا في هذه الحالة حجم العبء الذي سينعكس في حركة وحجم النزوح وهو عبء على الناس وعلى النازحين وعلى المناطق التي ستكون في استقبالهم".
وذكر الخير ان "والعدو لا يكتفي بذلك فهو اذا تمكن من ذلك سيلجا الى دفع النزوح في كل لبنان، لذلك وجب علينا ان نكون جميعا كلمة واحدة، وهي فرصة تؤكد ان من كان يراهن على انقسام الشعب اللبناني او على حرب اهلية او حتى على خراب لبنان فانه سيكون في مواجهة الشعب اللبناني الذي يتمتع باحسن القيم وهو يد واحدة، وهو متحد في الوقت عينه وهذه رسالة الى كل من يتحدى لبنان وشعب لبنان، فالمطلوب ان نستمر في هذه الرسالة متوجهين ايضا الى كل الدول العربية والى كل الشعوب والى كل المنظمات الإنسانية، فلا يراهنن احد على خلافنا ، فالمهم ان يقفوا الى جانبنا. والمعنيون هنا القيمون على المنظمات الإنسانية والدول الشريفة وبصورة خاصة اخواننا في الدول العربية الذين يقفون الى جانب الشعب اللبناني بصورة خاصة، ونحن في الهيئة العليا للاغاثة ابوابنا مفتوحة، وايضا الحكومة اللبنانية ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ومجلس الوزراء يدعمون كل هذه المبادرات لصالح الشعب اللبناني ولكل مواطن ترك ارضه والتجأ الى مناطق آمنة في مختلف المناطق اللبنانية وفي طرابلس وفي عكار والبقاع الغربي وفي كسروان وفي كل مكان. نحن موجودون على الارض ونحاول ان نوفر دائما احتياجات الاحبة وهنا نؤكد على ان هناك ثلاثة امور يحتاجها النازح اولا المنامة ثانيا الغذاء ثالثا الدواء، وهذه ثلاثية متكاملة نعمل على توفيرها لتأمين الراحة الممكنة للنازح وايضا لنسهم في توفير الراحة للمواطن المقيم الذي يستقبل الوافدين اليه من المناطق المهددة، فالنازح والمضيف يكملان بعضهما البعض، فلا يمكن للمقيم ان يبقى متفرجا على اخوته النازحين، و أود ان اؤكد هنا اننا بحاجة ماسة لنواجه الفتنة لنتجنب الخسارة فاذا ما نجحنا في مواجهة الفتنة فاننا لابد ان نكون منتصرين. ومن المنتصر في النهاية؟ المنتصر هو من يصمد الذي سيصمد هو الذي سيربح. املنا ان نكون الرابحين باذن الله".
واعتبر "ان كل المساعدات التي تصلنا من الدول العربية او الأوروبية او حتى المنظمات الإنسانية هي مطلب لبناني، وكم كنا نتمنى لو قدموا المساعدات في وقت سابق للبنان الا اننا نوجه الشكر لكل من يبادر وبخاصة للأخوة في الدول العربية".
اضاف: "لقد سعينا جاهدين لاستيعاب التقصير حيث يوجد وعملنا بجهد لملاقاة النزوح الذي تدفق بكثافة من المناطق المهددة والمتضررة في سياق لافت وهو نزوح تاريخي، اذ أننا كنا امام عشرات الالاف في وقت قليل جدا ولم يحصل في اي دولة ان سجل هذا العدد من النازحين في غضون ساعات قليلة حيث تدفق اكثر من 80 الف نازح. ونحن ايضا امام احتمال تدفق المزيد وبخاصة في ظل الشائعات التي يطلقها العدو ويستخدم من خلالها وسائل التواصل الاجتماعي من خلال ارسال التهديدات وبث الشائعات، وليس بالطبع هذا العمل عملا داخليا قد يحصل انه قد يخطئ البعض في اداء او سلوك ما ولكنه فردي جدا وعدد المتورطين فيه محصور بين اثنين الى ثلاثة اشخاص قد يقومون بمثل هذه الاعمال، ولكن العمل المنظم تتولاه اجهزة العدو وتعتمد على التطور التكنولوجي لبث هذه الشائعات. ويهدف العدو من خلال ذلك الى دفع اللبنانيين الى النزوح من مناطقهم فيتمكن من الدخول على ارض منزوعة السلاح وارض محروقة فيدخل بسلام من دون ان يلقى اي مقاومة، علينا ان نكون اذا يدا واحدة وان نساعد بعضنا. اما المساعدات التي تصل فاننا نستعين بالمؤسسات الكشفية، واليوم نعلن عن الاتفاق مع احبتنا في عمل الهدف منه توفير الراحة للنازحين وايضا مساعدة أجهزة الدولة حتى نصل الى نتيجة واحدة وهي الصمود في الربح وفي الانتصار".
وردا على سؤال، اوضح الخير "ان المساعدات تصلنا بشكل فوري بعد تبلغنا بها مباشرة، وعلى سبيل المثال تبلغنا وصول ثلاث طائرات بعد ظهر هذا اليوم من دولة الامارات العربية المتحدة واخرى من جمهورية مصر العربية، وبالامس كانت قد وصلت طائرة من رومانيا وهذه قمنا بتسليمها الى الجيش اللبناني لتوزيع حمولتها على عائلات الجيش اللبناني النازحة، وذلك بالطبع بالاتفاق والتنسيق مع حضرة قائد الجيش العماد جوزيف عون، وليست الكمية بكبيرة بالفعل، ولكن هذه عملية رمزية لنؤكد تقديرنا لدور الجيش ولدور عوائل الجيش اللبناني. وبالنسبة للمساعدات التي تصلنا فهناك نظام متبع باشراف معالي وزير البيئة ناصر ياسين حيث تتم عملية متابعة التوزيع على ان تصل المساعدات الى اصحابها والى المستحقين على التوالي، ومؤخرا وجهنا كتابا الى معالي وزير الداخلية الذي نشكره بالفعل وعممت على مختلف المحافظات وهي تطلب من كل محافظ تزويدنا فورا بالاحتياجات والنواقص في مراكز النازحين وخاصة على مستوى احتياجات السكن والمنامة بالدرجة الاولى ثم الغذاء فالدواء، وطبعا يقدم الوزير ياسين لنا المساعدة المباشرة في هذا المجال على ان البرنامج الذي تم وضعه يخضع دائما للتجديد".
وحول مساعدة المقيمين في مختلف المناطق اللبنانية الذين يستقبلون حركة النزوح قال الخير إن "الشعب اللبناني كله محتاج في هذا الوقت دون اي استثناء، وبالطبع فان ميقاتي ومجلس الوزراء وضعها في خلال اجتماع شاركت فيه شخصيا خطة على مراحل تعتمد المرحلة الاولى على مساعدة النازحين ثم مساعدة النازحين في المراكز غير الرسمية كالمدارس الخاصة والمباني السكنية ثم مساعدة المقيمين، هؤلاء المضيفون يجب ان يستفيدوا حتما وخاصة ان هناك عائلات فضلت ان تخرج من منازلها وتقوم بايواء الوافدين اليها، واتوجه هنا الى كل اللبنانيين لضبط الامور بشكل جيد فنحن نقوم بذلك بالفعل في المراكز الرسمية على ان يصار الى العمل بمسؤولية إنسانية ووطنية لتوفير المستلزمات من وسائل المنامة او الغذاء او غيرها من الامور".
وعن احتمال تدفق المزيد من النازحين وتوافر الامكنة لهم، أكد "رسالة انسانية يوحد الشعب اللبناني في هذه المرحلة المصيرية واذا حصل ان سجلت اخطاء ما سنتمنى مراجعة مسؤولي المراكز والمناطق اما وجود تجمعات بشرية في امكنة معينة، فان بعض هذه التجمعات اتضح لنا انها لا تعود لنازحين وقد تاكدت من ذلك شخصيا على اننا على استعداد لمعالجة اي حالة نزوح مستجدة وفق الشروط الموضوعة من قبل هيئة الطوارئ العليا، وهناك بالفعل مراكز متوافرة ولن يكون هناك ضغط على منطقة واحدة، على سبيل المثال طرابلس، فكل المناطق اللبنانية تستقبل النازحين ونحن نتابع اوضاع هذه المراكز ، مراكز الايواء تدريجيا وفي مختلف المناطق وكنا قد بدانا من الخط الخلفي في صيدا فلم يكن من السهل التعاطي مع 80 الف نازح في غضون ساعات قليلة جدا على اننا نعلم جميعا ونعرف الامكانيات المتوفرة لدى الدولة اللبنانية والخط الثاني الذي عملنا عليه هو في منطقة الدامور ، ثم انتقلنا الى بيروت فالاقليم وعقدنا اجتماعات متتالية وعملنا على الارض مع الجميع ونحن اتخذنا احتياطات كثيرة ولكن كانت هناك بعض المفاجات لاسيما استهداف البقاع والتهديد المتواصل لمناطق عدة بضرورة النزوح وضرب المناطق المجاورة لها".
ورأى أن "المهم ان نبقى في لبنان متحدين متضامنين، ونحن نفذنا عمليات استيعاب واستجابة لمختلف الاشكاليات التي حصلت، ونحمد الله ان هناك مساعدات بدأت بالوصول الى لبنان، املين ان تصل الى اصحابها المستحقين بكل شفافية".