أفادت صحيفة "الخليج" الإماراتية بأن "الجهد الإغاثي الذي تقوم به الإمارات في لبنان يوازيه تحرك دبلوماسي متعدد المستويات يرمي إلى خفض التصعيد في أقرب وقت ومنع امتداد الصراع، الذي سببه العدوان الإسرائيلي على غزة منذ نحو عام، وهو وضع سبق أن حذرت منه الإمارات في كل بياناتها وخطاباتها، وأعربت عنه قيادتها الرشيدة في مواقف واتصالات عدة مع قادة دول المنطقة والعالم".
وأوضحت أنه "بعد أن تدهورت الأوضاع في الأيام الأخيرة، انبرت الدبلوماسية الإماراتية لقيادة تحرك عربي لدى الأمم المتحدة هدفه تكثيف الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، ومجابهة الأزمة الإنسانية المستجدة وما أفرزته من تداعيات خطرة مثل نزوح المدنيين داخلياً وزيادة تدفق اللاجئين، وما يتطلبه ذلك من تنسيق عالي المستوى مع المنظمات الدولية ذات الصلة لتوفير المواد الغذائية والمستلزمات الطبية العاجلة، وقد لقي هذا التحرك صدى وبدأ يؤتي ثماره مع تدفق المساعدات إلى بيروت، التي وصلها مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، وتأكيده أن لبنان يواجه أزمة مروعة، مع وجود أكثر من مليون نازح ومشرد وانتشار الدمار الواسع في مناطق عدة على غرار ما جرى ويجري في غزة".
وأكدت أن "الإمارات ستظل واقفة مع لبنان، كما هو عهدها منذ عقود حتى يتم تجاوز هذه المحنة، التي ستنتهي يوماً، وبالتضامن والأخوة الصادقة ستنتصر القيم الإنسانية ويتم تجاوز التداعيات الكارثية، على الرغم من أن هذه اللحظة ربما تكون أخطر مما شهدته المنطقة طوال أكثر من سبعة عقود من الصراع العربي الإسرائيلي، ومهما كبرت التحديات فستبقى الثقة في المستقبل قائمة، وإن هذه المنطقة باقية لشعوبها لا سواها، فهي من تحدد مصيرها وما يستدعيه أمنها واستقرارها، أما قوى البغي والاحتلال فلا مكان لها، ومآلها التقهقر والزوال".