أشار ولي عهد شاه إيران السّابق رضا بهلوي (Reza Pahlavi)، إلى أنّ "الشرق الأوسط مهد الحضارات، غني بقصص الملوك العظام، الأنبياء والفلاسفة، من كورش الكبير إلى موسى إلى ابن خلدون"، لافتًا إلى أنّ "أممنا قدّمت للعالم بعضًا من أعظم الرّؤى، قادة مثل أنور السّادات، الملك حسين، مناحم بيغن، الملك فيصل ووالدي أيضًا، وتحمّلوا عبء السّعي لتحقيق السّلام لشعوبنا. لكن على مدار 45 عامًا، أجبر الكثير منّا على العيش في خوف، خوف من الهجوم الإرهابي القادم، خوف من الحرب، خوف من عدم الاستقرار الاقتصادي، خوف من الابتزاز النّووي، لأنّ بلدي احتُجز كرهينة منذ 45 عامًا على يد نظام متطرّف يسعى ليس فقط لإبقاء شعبي مكبّلًا بالقيود؛ ولكن أيضًا لتصدير ثوراته إلى بلدانكم وشعوبكم".
واعتبر، في شريط فيديو له عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أنّ "النّظام في طهران مسؤول عن مقتل مئات الآلاف من الأبرياء: إيرانيّون، عرب، إسرائيليّون، مسيحيّون، مسلمون ويهود"، موضحًا أنّه "ساهم في تنفيذ هجوم السّابع من تشرين الأوّل 2023، وأشعل النّزاعات الطّائفيّة في سوريا، العراق، لبنان واليمن. وهو يحاول زعزعة استقرار الأردن ونزع شرعيّة ملك السعوديّة ويستخدم الفلسطينيين كدروع بشريّة، والآن أوصل مهد حضارتنا إلى حافة حرب إقليميّة".
وأكّد بهلوي أنّ "هذه ليست حرب الشّعب الإيراني، إنّها حرب المرشد الإيراني علي خامنئي ونظامه، الطّاغية في طهران يغلّف حروبه بالقوميّة الإيرانيّة، لكنّه لا يتحدّث باسم أمّتنا. الجرائم الّتي ارتكبها نظامه ضدّكم، جيراننا، هي إهانة للإيرانيّين ولقيمنا"، مبيّنًا أنّ "بالنّسبة لنا نحن الإيرانيّين، الفخر بأمّتنا وحبّ وطننا لا يأتيان على حساب الكراهيّة أو العداء او الشوفينيّة. لقد أظهر مواطنونا مرارًا وتكرارًا أنّهم لا يريدون ثروات إيران أن تهدر في تأجيج الحروب، أو تعزيز عدم الاستقرار أو تمويل الإرهاب".
وشدّد على أنّ "الإيرانيّين ليسوا أعداءكم، بل الجمهوريّة الإسلاميّة هي عدوّنا المشترك، العدو لكلّ الشّعوب الّتي تسعى للسّلام في منطقتنا، بغضّ النّظر عن الدّولة الّتي ينتمون إليها أو الدّين الّذي يعتنقونه"، مضيفًا: "لذا أقول لكم أصدقائنا في الشرق الأوسط: تستحقّ منطقتنا أفضل بكثير، ولكن لكي ننجح يجب أوّلًا أن يزول هذا النّظام الّذي احتجزنا رهائن لما يقرب من نصف قرن. الشّرق الأوسط يعرف جيّدًا الإضطراب والانقلابات، لذا أعلم أنّكم قد تخشون أن يجلب التّغيير الفوضى، لكن لا تخافوا، لن نسمح بحدوث فراغ في السّلطة بعد انهيار هذا النّظام".
كما ركّز على أنّ "هناك تحالفًا واسعًا من الإيرانيّين الوطنيّين في الدّاخل والخارج، مستعدّون لخدمة وطننا وتحقيق السّلام مع منطقتنا"، مشيرًا إلى "أنّني أخبرت مواطني أنّني سأقوم بواجبي، سأتقدّم -بناءً على ندائهم- للإشراف على هذا الانتقال السّلمي نحو الدّيمقراطيّة، وعودة إيران إلى المجتمع الدولي". وأكّد أنّ "السّلام ليس إرثًا من التّاريخ ولا حلمًا بعيد المنال، إنّه وعد ندين به لأنفسنا ولأطفالنا ومعًا يمكننا تحقيقه".