أوحت استعدادات ليلة الاحد الماضي ان اسرائيل استعدّت لضرب اهداف استراتيجية في ايران، رداً على الضربة التي قامت بها طهران للقواعد العسكرية الاسرائيلية قبل ايام.
واظهرت ايران بالمقابل كل الجهوزية للرد الفوري على الرد الاسرائيلي، وأخلت مجالها الجوي، لكن فجأة قررت طهران اعادة النشاط الجوي قبل ست ساعات من موعد نهايته، وعادت الأمور إلى طبيعتها.
لماذا لم تنفّذ تل ابيب ضربتها التي توعدت بها طهران؟
تتحدث مصادر دبلوماسية غربية ل "النشرة" عن مؤشرات لافتة بموازاة التراجع الإسرائيلي والإيراني عن التصعيد المفتوح:
- غادر وزير الحرب الإسرائيلية غالانت إلى واشنطن.
- تغيّر الخطاب الإيراني من الاستعداد إلى رد فوري على اي اعتداء، إلى حديث وزير الخارجية عباس عراقجي عن رد مدروس وغير مستعجل على اي استهداف اسرائيلي محتمل.
- حديث وزارة الخارجية الاميركية عن العمل لتنفيذ القرار الدولي ١٧٠١.
- طلب مسؤول جبهة الشمال الاسرائيلية من مستوطني الشمال الاستعداد للعودة قريباً إلى منازلهم.
كل ذلك، لا يعني أنّ الحرب ستتوقف فوراً، بل يوحي بأن هناك تواصلاً بين طهران و واشنطن، أدى إلى تغيير المخطط الاسرائيلي بضرب اهداف إيرانية استراتيجية، إلى تنفيذ ضربات عادية.
ما هو السبب؟
تقول المصادر نفسها: ان قرار اسرائيل بضرب مواقع نووية او انتاج الطاقة في ايران، كان سيؤدي إلى رد إيراني غير مضبوط، ويأخد كل الأقليم إلى فوضى لا تريدها الولايات المتحدة الاميركية، مما دعا واشنطن إلى ضبط المسار قبل تفلّته الاقليمي، وتعديل المسار الناري الاسرائيلي.
من جهة ثانية، يقول مطّلعون إنّ "السعي الدولي موجود للوصول إلى حل دبلوماسي لوقف حرب لبنان وإسرائيل، لكنّ الاميركيين يستمهلون لتحقيق الإسرائيليين انجازات ميدانية بإحتلال شريط حدودي في لبنان، ينطلق من خلاله التفاوض لوقف النار"، وهو ما دعا "حزب الله" عبر نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم إلى تأكيد المضي في مواجهات الحدود، و "ان المطلوب هو الالتحام"، واعداً بإفشال المخطط الإسرائيلي في البر، في وقت اعلن قاسم تفويض رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالتفاوض عن الحزب لوقف النار.
ويتوقّع ان تزداد حدة الضربات والمواجهات في لبنان، في ظل الكباش الميداني الناري الالتحامي في الجنوب قبل بت اي تفاوض مطروح.