اشارت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية الى ان السؤال الأكثر شيوعاً في أيامنا هو “هل”. هل توجد للجيش الإسرائيلي صورة استخبارية كافية عن قدرة حزب الله في حرب العصابات في وجه خطوات تطهير المنطقة من الأنفاق ومن الحشود التحت أرضية؟ هل مخزون الصواريخ والمقذوفات الصاروخية وباقي الأسلحة سيشكل مشكلة في سياق القتال؟ هل يمكن الاحتفاظ بخط التلال الذي يفترض أن يكون فاصلاً أمنياً في صالح عودة سكان الشمال إلى بيوتهم؟ هل يوجد تقدير في موضوع الثمن الذي ستجبيه الحملة منا، بخاصة حين يكون رقم ألف جندي قتيل يضيء في الوعي؟ هل استسلم نتنياهو لمطالب الأمريكيين كما عرضها الجنرال مايكل كوريلا الذي زار إسرائيل بداية الأسبوع الأميركيون والجيش الإسرائيلي ينتظرون استكمال التسوية التي طرحها المبعوث الأميركي الخاص اموس هوكشتاين. لكن قدرة تنفيذها لا تبدو واضحة في ضوء النشوة التي تلت حملة التصفيات. في الجنوب، انتظر الجيش الإسرائيلي والأميركيون أن يتفق نتنياهو على صفقة، وجررنا إلى رفح ثم فيلادلفيا وإلى إمكانية إشكالية ومهددة من قتال العصابات في القطاع. وفي الشمال، ها نحن ننجر إلى سيناريو مشابه.
ولفتت الصحيفة العبرية الى ان الاختبار الحالي هو شدة الرد الإسرائيلي المستقبلي على الرد الإيراني (الذي جاء بعد الرد الإسرائيلي على الرد الإيراني)، والسؤال: هل سيحتوي الإيرانيون الضربة الإسرائيلية؟ إذا ما أنهى الجيش الإسرائيلي الخطوة البرية في غضون أيام غير طويلة، وعاد إلى الخط الأخضر، فثمة أمل. لكن هل يتموضع الجيش الإسرائيلي وربما يغرق في خط التلال المشرفة على مسافة بضعة كيلومترات عن الحدود؟ هل سيواصل الجيش الإسرائيلي المراوحة في الوحل اللبناني دون تقدم في الاتصالات لوقف النار؟ هل سيخرج الرد الإسرائيلي عن التوازن اللازم؟ وسؤال الأسئلة هو: هل سيكون للثنائي سموتريتش وبن غفير قدرة وصول لعملية اتخاذ القرارات؟ إذا كان “نعم”، فإن ما كان هو ما سيكون. حكومة نتنياهو واستنزاف متعدد الساحات.
وذكر بان الوضع الحالي سائل أحمر أكثر من الدم، وقاتم أكثر من القتامة. فرضية عمل الجيش الإسرائيلي هي عصا القيادة التي تتحكم بها إدارة بايدن. وبخلاف تام مع تهديدات نتنياهو وشركائه في اليمين الذليل والعنيف، يقول رئيس الأركان “سنضرب إيران رداً على الهجمة الجوية في الزمان والمكان المناسبين”. عندما يقتل الجيش الإسرائيلي زعماء حماس وحزب الله، فهذا بالتأكيد يناسب المصلحة الأمريكية. ما لا يناسبهم هو أن يبدو هذا كمذبحة بالجملة، كرش جراد من الجو.
ولفتت "معاريف" الى ان مصلحة الولايات المتحدة الاستراتيجية العالمية والغريزية، مثلما هي للجيش الإسرائيلي ولحكومة إسرائيل وقسم كبير من شعب إسرائيل، تقول: اقتلهم كلهم. أما التفكير البارد فيقول إنها مهمة متعذرة. مثلما يعرف كل مواطن عاقل، والبنتاغون أيضاً يعرف بأن الشيعة هم الطائفة الأكبر في لبنان، والبيت الأبيض يعرف بأن حرباً متعددة الساحات تضم إيران وتقع في زمن انتخابات ربما تكون كارثة انتخابية. ومع كل الاحترام لقدرة إنتاج النفط في الولايات المتحدة، فعندما تحترق أبار النفط في الشرق الأوسط وترتفع أسعار الوقود في الولايات المتحدة، يتضح لماذا يطالب بايدن ألا نلمس النووي أو منشآت النفط.
واردفت "ما ليس واضحاً هو ما الذي ستفعله الحكومة. مع دخول الجيش الإسرائيلي البري إلى لبنان، لا مشكلة لدى بايدن أو ماكرون؛ فإضعاف حزب الله سيضعف العلاقة بإيران، وسيشكل ورقة أخرى في الاتصالات غير المباشرة لتسوية شرق أوسطية جديدة في محور الولايات المتحدة – فرنسا – إيران. ماذا عن إسرائيل؟ ليس للمقاولين كلمة، لكنهم قد يجنوا ويخربوا على خطوات مركبة مثلما فعلوا في الجنوب بإلهام من حكومة مجنونة. اليوم، اللعبة مع إيران مباعة في مستوى تفعيل هجوم إيراني ودفاع إسرائيلي. الإيرانيون يحافظون على قواعد اللعب، والجيش الإسرائيلي لم يخرج عنها، رغم تصريحات نتنياهو المتبجحة".