في هذه الايام الصعبة والدامية والاليمة والموجعة التي يمر بها لبنان وأهله من موت وتهجير ودمار وقد تركه العالم كله الا بعض الدول الصديقة وقداسة البابا فرنسيس الّذي وجه نداء الى العالم الكاثوليكي لأجل لبنان ورفع صلاة رائعة لخلاصه، وإنقاذ وجهه الرسولي. وبعض الدول الاوروبية والعربية فقد أسندت لبنان أما هو فقد مال عنه بعض المسؤولين وتركوه للفساد والخراب، ولم يبق لنا الا النظر نحو السماء وطلب رحمة وشفقة الله علينا وقد احترقت أرضنا وتهجر أهلنا وهاجر الكثيرون منهم.
وطني حبيبي يا وطن الخير والجمال يا لبنان، قامت عليك شياطين الأرض لتدمرك لكن يد الله حفظتك وحمتك وقضت على اعدائك، كما وعد الله في سفر تثنية الاشتراع. وصخور نهر الكلب تشهد على ذلك. جميعهم رحلوا، كلهم مروا من هنا وذهبوا تاركين أثرا لهم على صخور نهر الكلب، 4000 سنة تقول لنا ذلك: نبوخدنصّر أتى ورحل، رعمسيس الثاني أيضا أتى ورحل، الامبراطور كركالله أتى ورحل، الاسكندر الكبير اتى ورحل، العرب مروا من هنا، الصليبيون ايضا، العثمانيون، نابوليون الثالث، الانتداب الفرنسي، المصريون، جنود حافظ الاسد، الفلسطينيون، الايرانيون والفرس ايضا سيكون مصيرهم كمصير سواهم، والاسرائيليون هم ايضا سيرحلون، والوطن الصغير سيبقى صامدا لأن عين الله تحرسه كما يقول كتاب تثنية الاشتراع فصل 3 عدد 25 .وطن القديسين تحميه السماء، سيبقى واقفا خالدا كأرز الرب صامدا بوجه جميع الغزاة والفاتحين والغرباء، فلا تخف يا وطني لأنّ الدنيا كلها تصلي لك مع اهلك والصلاة ستحميك وتنقذقك.