أشار رئيس حركة "حماس" في الخارج خالد مشعل، إلى أنّ "عمليّة "طوفان الأقصى" أعادت القضيّة الفلسطينيّة إلى الصّدارة وأعادت لها الرّوح، وعطّلت مشروع هدم المسجد الأقصى، وأربكت الكيان الصّهيوني، كما حشرت إسرائيل في الزّاوية وكشفت وجهها القبيح أمام العالم". وإذ لفت إلى "أثمان باهظة دُفِعت بعد طوفان الأقصى"، شدّد على أنّ العمليّة أحدثت "تغييرات استراتيجيّة في الوقت نفسه".
وركّز، في حديث تلفزيوني، على أنّ "الحرب الّتي يخوضها الفلسطينيّون ضدّ الاحتلال هي حرب دفاعيّة"، مؤكّدًا "العمل على وقف العدوان تخفيفًا عن شعبنا". وأوضح أنّ "القتال هو وسيلة وليس غاية، فالمقاومة فرضت علينا بسبب الاحتلال. الشّعب الفلسطيني منذ مئة عام بين انتداب بريطاني واحتلال صهيوني، وبالتّالي فإنّ المقاومة طبيعيّة"، مبيّنًا "أنّنا نقاوم دفاعًا عن الوطن وعن الشّعب وعن المقدّسات بسبب الاحتلال".
واعتبر مشعل أنّ "ما حقّقه العدو الصّهيوني طيلة هذه الفترة إنجازات تكتيكيّة، لكنّه مُني في المقابل بخسائر استراتيجيّة"، شارحًا أنّ "العدو ربّما سجّل هدفًا ما، وقام بعمليّة عسكريّة معيّنة، واغتال قائدًا أو ومجاهدًا هنا وهناك، لكنّ كلّ هذه الأمور إنجازات تكتيكيّة ليس إلّا". وأشار إلى "تحطُّم الصّورة النّمطيّة الّتي صنعها العدو على مدى العالم، والّتي دفع تريليونات من الدّولارات من أجلها"، منوّهًا إلى أنّ "غضب الطلّاب في الجامعات نموذج على ذلك".
وحذّر من أنّ "إسرائيل تسعى إلى تهجير ملايين الفلسطينيّين من الضفة الغربية إلى الأردن"، مشيرًا في ملف مفاوضات وقف إطلاق النّار، إلى "أنّها بقيت شهورًا طويلة، إلى أن جاء التّصعيد في لبنان، بدءًا من حادثة "البيجر"، لينشغل بعدها العالم بالمشهد اللّبناني والجرائم الإسرائيليّة في لبنان، وبالتّالي لا حديث اليوم عن المفاوضات".
كما شدّد على أنّ "حركة "حماس" قدّمت كلّ درجات المرونة من أجل شعبها ومن أجل وقف العدوان. وقد نسّقنا مع فصائل المقاومة وكان الرّائد عندنا الصّمود في المعركة وإسناد غزة في هذه المواجهة الشّرسة، وأيضًا إدارة مفاوضات تؤدّي إلى وقف إطلاق النّار واستعادة أسرانا، مقابل صفقة تبادل"، مؤكّدًا أنّ "نتانياهو أفشل ذلك، وانقلب حتّى على مبادرة الرّئيس الأميركي جو بايدن، الّتي تعاملت معها "حماس" بإيجابيّة".
وكشف مشعل أنّ "لقاء القاهرة مع حركة "فتح"، هو تمهيد لوضع تصوّر لليوم التّالي للحرب"، موضحًا أنّ "مواقف الجهات المختلفة تجاه غزة تطوّرت منذ بدأ الطّوفان"، متحدّثًا عن "نظريّات عدّة طُرِحت لليوم التالي، إلى أن أدرك الجميع أنّه لا بدّ من تفاهم بين مجمل القوى الفلسطينيّة". وأفاد بأنّ "الخيار النّموذجي الّذي وافقت عليه "حماس"، هو حكومة وفاق وطني تشمل غزّة والضفّة، وبالتّالي تدير الوضع الفلسطيني في غزّة والضفّة".
وأضاف: "الأخوة في "حزب الله" دخلوا المعركة مشكورين منذ 8 تشرين الأوّل 2023، وكذلك اليمن عبر الحوثيّين والمقاومة العراقيّة. هذا كان إسنادًا مقدَّرًا ومحترمًا للوضع في غزة، وهذا رفع معنويّات إخواننا في غزة"، مؤكّدًا أنّ "لبنان، وبشكل خاص "حزب الله"، دفع أثمانًا كبيرةً، بما ذلك اغتيال القادة، وفي مقدّمهم الأمين العام للحزب حسن نصرالله، كما دفعت "حماس" الثّمن باغتيال رئيس مكتبها السّياسي إسماعيل هنية. هؤلاء كانوا على درب التّحرير وعلى درب نصرة غزة، والواضح أنّ المعركة أصبحت شرسة".