ريتا سيّدة تعمل في صيدالية في بلونة تروي ما تعيشه في الصيدلية في الايام السابقة لناحية الكميات الكبيرة من الأدوية التي يطلبها كلّ من يمرّ على المكان لشراء الدواء، لافتة الى أن "التركيز هو على أدوية الامراض المزمنة كالسكري والضغط والكوليسترول"، وتشير الى أن "المخزون أو "الستوك" الذي نطلبه هو مضاعف ورغم ذلك لا يبقى منه شيء".
هذا المشهد نراه يومياً سواء بالسوبرماركت أو بالصيدليات وكل ما له علاقة بأي شيء يمكن أن ينقطع، ومنذ تزايد الحديث عن حصار بحري وبرّي على لبنان بدأ القلق بشكل جدّي لدى اللبنانيين حول المواد التي يمكن فقدانها من الاسواق. وفي هذا الاطار يؤكد نقيب الصيادلة جو سلوم عبر "النشرة" الى "وجود مخزون يكفينا لمدّة أربعة أشهر، شرط إستخراج الأدوية من 1000 صيدلية نستطيع أن نستخرج منها الدواء ولكنها مقفلة، واذا لم يحصل ذلك عندها سنشهد انقطاعا بالأدوية، ويمكننا القول ان 80% من الادوية مؤمنة".
نقيب الصيادلة ناشد ادارة المطار أن تحول "الاولوية لموضوع استيراد الدواء، أما موضوع الادوية المستعصية فهو بيد الحكومة وبالتالي مساعدة هؤلاء"، لافتا الى أن "الصيادلة لا يعطون كميات للمرضى وبنفس الوقت لا نريد أن نصل الى مكان تخزين الادوية بالمستودعات وتباع بالسوق السوداء".
وإزاء هذا المشهد نجد حراكا تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية لتأمين المساعدات، وهي حتى الساعة قامت بعدّة مبادرات وتتواصل مع جهات داخلية وخارجية لتأمين أكبر قدر ممكن منها. والجمعية الطبية اللبنانية الاوروبية واحدة من الجمعيات الخارجية التي وبالتعاون مع الوزراة والصليب الاحمر ووزارة الصحّة تنسّق كيفية تأمين بعض المساعدات للبنان، خصوصا وأنها تجمع أكثر من 600 طبيب لبناني يعيشون في مختلف أنحاء أوروبا.
ويشير رئيس الجمعية الطبية اللبنانية الاوروبية الدكتور ايلي حداد عبر "النشرة" الى أننا "بدأنا التحرّك فور وقوع الكارثة لمساعدة لبنان وكأطباء وعاملين في الحقل الصحي في الجمعية باشرنا العمل بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة من أجل معرفة ما يحتاجه لبنان أولا على الصعيد الصحي وأطلقنا حملة لجمع التبرعات التي ستكون إما مادية أو عينية من أدوية أو معدات ومستلزمات صحية واستشفائية وسترسل كما هو متفق عليه عبر الصليب الأحمر اللبناني"، ونعمل على شراء مواد صحية في لبنان مباشرة وتوزيعها على المستوصفات المحتاجة، كما وننظم وفداً طبياً من أعضاء الجمعية سيكونون على الأرض في لبنان لدعم زملائهم وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة ونقابة الأطباء، ولفت الدكتور حداد الى أننا "ومنذ اطلاق الحملة وجدنا تجاوبا من المعنيين ونعمل على تأمين أكبر كميّة ممكنة"، واعتبر أن "ما تقوم به الجمعية اليوم من خلال الأعضاء المنتسبين اليها هو واجبهم تجاه بلدهم الذي يتلقى الضربات الواحدة تلو الاخرى، ولكن التجربة أثبتت أنه مهما حصل فإن اللبنانيين بتماسكهم سيجتازون هذه المحنة"، آملا في أن "تتوقف الحرب بأسرع وقت ممكن".
في المحصّلة لبنان اليوم هو بأمسّ الحاجة الى كل الجهود لتأمين كل ما يلزم، ويبقى التركيز على المساعدات الخارجية التي يمكن أن تقدّ الكثير في هذه الظروف الصعبة.