لا يوحي رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو بأنه على استعداد لإنهاء الحرب التي يخوضها في كل المنطقة ومنها لبنان، ولا يبدو أن الإدارة الأميركية الحالية قادرة وراغبة بأن تُمارس ضغوطاً عليه للتوقف، فهذه الإدارة الضعيفة تُريد رضى إسرائيل على أبواب الانتخابات الرئاسية، وتسعى أيضاً لتغيير موازين القوى في لبنان وكل المنطقة.
منذ أيام عقدت القوات اللبنانية مؤتمراً للحديث عن القرارات الدولية 1701، 1559، و1680، في حين لم يكن أحد يتحدث بالعالم عن ذلك، تقول مصادر سياسية متابعة، مشيرة إلى أن بعد المؤتمر بساعات بدأت تظهر مؤشرات المساعي الأميركية لتعديل القرار الدولي 1701، وهذا الأمر ظهر من خلال مكالمة وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وحديث المبعوث الرئاسي آموس هوكستين عن القرار 1701 (بلاس)، مشددة على أن ذلك يعني وجود تنسيق بين الأميركيين والقوات، وأن الحرب القائمة حالياً لا يبدو أنها ستكون قصيرة لأن التفاوض على إنهائها سيحتاج وقتاً، ولن يبدأ بشكل فعلي قبل وضوح صورة الميدان العسكري.
استشعرت إيران وجود مشروع أميركي للبنان، مع تحرك العدو الإسرائيلي في كل المنطقة لدعم هذا التغيير بالموازين وهو الذي قال رئيس حكومته بأن الهدف تغيير الشرق الأوسط، لذلك ترى المصادر أن حجم المشروع يدلل على حجم المعركة ومدتها، فالأميركي لا يبدو أنه سيعمل على وقف الحرب خلال الأسابيع المقبلة، أما المحور فهو ينتظر هذه الأسابيع التي تسبق الانتخابات الأميركية ليتحرر أكثر من ضغوط الحرب الإقليمية الشاملة التي يتفاداها منذ عام كامل.
بحسب المصادر فإن ما يجري اليوم مشابه تماماً لما حصل خلال حرب تموز عام 2006، مع فارق يتعلق بالشراسة الإسرائيلية التي تبدلت عقيدتها القتالية واعتادت على خوض الحروب الطويلة والمكلفة، ففي تلك الحقبة كان هناك مشروع الشرق الأوسط الجديد قادته كونداليزا رايس، وتوافقت عليه مع قوى سياسية كانت يومها في الحكومة، لكن كان للميدان كلمته فأسقط المشروع وهو ما تسعى المقاومة له هذه المرة أيضاً مع صعوبات أكبر.
لن تكون الحرب سهلة، وما يجري على الحدود من معارك تؤكد ذلك، فالمشروع الجديد الذي تعمل عليه الإدارة الأميركية بدفع إسرائيلي يتخطى القرار 1701 ويحاول الخلط بين أكثر من قرار دولي، تكون بنتيجته أرض الجنوب منزوعة السلاح من حزب الله بعد استهداف كامل قياداته، وهو ما سيشكل عنوان الحرب الدبلوماسية التي سيخوضها بري خلال الفترة المقبلة، مع تمسكه ولبنان بالقرار 1701، ورفض أي تعديلات عليه، على اعتبار أن أي قرار مقبل لن تطبقه إسرائيل وسيكون لمصلحة أمنها حصراً، وهو ما اعتادت الدبلوماسية الأميركية العمل عليه.
في عين التينة لا تبشّر الأجواء بقرب انتهاء الحرب، فبالنسبة الى بري يبقى الموقف الأميركي هو الأبرز ضمن مجموعة مواقف أوروبية، وترى المصادر أن النافذة الزمنية التي كانت تبدو أنها متاحة لوقف الحرب خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة بدأت تُقفل، بعد بروز الرغبات بتوقيع قرار جديد، يبدو أن الساحة المحلية، كذلك الساحة الأممية ستكونان ملعباً له بالتزامن مع اشتداد الحرب.