علقت صحيفة "جيروزاليم بوست" على هجوم "بنيامينا"، معتبرة أنه "لو لم تكن إسرائيل تمتلك تكنولوجيات الدفاع الجوي التي تمتلكها، فإن هذا الأمر كان ليكون كارثياً بشكل لا يمكن تصوره، كما هو الحال مع آلاف التهديدات اليومية المماثلة الأخرى".

وأشارت إلى "أحد الانتقادات القديمة التي وجهت إلى مفهوم المؤسسة الدفاعية والدبلوماسية، منذ العقدين السابقين لهذه الحرب، هو أنها اعتمدت بشكل مفرط على كونها قوة تكنولوجية وتقنية عالية، لافتة إلى أن المحللين يعتبرون أن "هذا أدى إلى إغماض أعين المؤسسة الدفاعية عن الهجوم المتطور المتعدد الجوانب الذي شنته حماس، وكما أظهرت الوثائق، بذلت حماس جهوداً لإشراك حزب الله وإيران في العملية الأكثر شمولاً لمحو إسرائيل من على الخريطة".

ورأت أنه "لن يكون بوسع أحد سوى لجنة تحقيق رسمية أن توجه أصابع الاتهام"، لكنها لفتت إلى أنه "بعد مرور أكثر من عام، لا يزال الإسرائيليون يعانون من عواقب هذا النهج".

وأوضحت أنه "في 8 تشرين الأول من العام الماضي، أدى هجوم "حزب الله" إلى تهجير نحو ستين ألف مواطن من منازلهم وتقليص سيادة إسرائيل بشكل فعال"، مشيرة إلى أن الحكومة واجهت "قراراً صعباً ومتعدد الطبقات، وقد حان الوقت للتساؤل عما إذا كان هذا القرار صائباً، لأن القوة ليست كل شيء، بل الذكاء والحسابات هي كل شيء".

ولفتت إلى أن "الغزو البري للبنان حدث بعد ذلك بعام تقريباً، فهل كان هذا القرار الأكثر حساباً، حيث كان حزب الله يجمع مخابئ الأسلحة على طول الحدود؟ وهل كان ينبغي أن يحدث الغزو في وقت أقرب لتطهير المدن الحدودية من التهديدات؟"، معتبرة أن هذا السؤال يحتاج إلى إجابة على العديد من المستويات".

وأوضحت أن "الحفاظ على جيش مقاتل قائم لأكثر من عام يشكل مطلباً ضخماً ومتعدد الطبقات، وهو مطلب يتطلب الدعم الدبلوماسي، والقوة البشرية الضخمة، والمعنويات"، معتبرة أن "المشكلة مع صناع القرار لا تزال قائمة، فالحكومة التي لا تستطيع حماية شعبها، لا من حماس ولا من حزب الله، وتستمر في القيام بذلك بشكل منهجي، من خلال حرب مؤلمة للغاية، ربما تحتاج إلى إعادة تقييم مساراتها، القديمة والجديدة".