رأى النّائب ​ياسين ياسين​، أنّ "​لبنان​ وبغضّ النّظر عمّن أدخله في أنفاق جهنّم، بات ساحةً مفتوحةً أمام العدو الإسرائيلي الّذي لم يستثن منطقةً إلّا واستهدفها جوًّا، تاركًا فيها بصمات حقده وتشفّيه من شعب مسالم لا يريد سوى العيش باستقرار وأمان".

وطالب، في حديث لصيحفة "الأنباء" الكويتيّة، "أمام هذه الوحشيّة الإسرائيليّة المتعطّشة للمجازر والدّماء"، بـ"ترفّع اللّبنانيّين عن خلافاتهم وانقساماتهم السّياسيّة، والتّكاتف بالتّالي ضمن موقف وطني موحّد يحمي لبنان من مخاطر وتداعيات هذه الحرب، على أن يُصار ابتداءً من اليوم التالي لانتهائها إلى مساءلة ومحاسبة المسبّبين لها، انطلاقًا من رفض اللّبنانيّين العودة إلى ما قبل السّابع من تشرين الأوّل 2023، حيث هيمنة الميليشيات المسلّحة وبعض الأحزاب على القرار التّنفيذي؛ لاسيّما قرار الحرب والسّلم".

وأكّد ياسين أنّ "مواجهة العدو الإسرائيلي تبدأ بالتّوازي مع احتضان الدّولة واللّبنانيّين للنّازحين في الدّاخل، بانتخاب رئيس توافقي للجمهوريّة اليوم قبل الغد، لأنّ الظّروف الاستثنائيّة تتطلّب انتظام المؤسّسات الدّستوريّة، لتمكين رئيس الدّولة المنتخَب من التّفاوض مع دول القرار على وقف إطلاق النّار وتطبيق القرار الأممي 1701 بكلّ مندرجاته".

وشدّد على ضرورة "إعطاء ​الجيش اللبناني​ صلاحيّات استثنائية، لبسط نفوذ الدّولة وفرض الأمن والاستقرار ليس فقط في الجنوب، إنّما على كامل الأراضي اللّبنانيّة دون استثناء. فمواجهة العدوان الإسرائيلي بحاجة إلى أفعال لا إلى أقوال أشبه بفقاقيع الهواء، وإلى قرارات إجرائيّة فاعلة لا إلى مواقف شعبويّة لا تتجاوز عتبة الاستهلاك الإعلامي".

كما لفت إلى أنّ "لبنان يواجه أخطر مرحلة في تاريخه، وعلينا بالتّالي كقوى نيابيّة التّعامل معها بحكمة وتجرّد، بعيدًا من كلّ مصلحة شخصيّة وحسابات حزبيّة"، متمنّيًا على رئيس مجلس النّواب ​نبيه بري​ أن "يترجم تراجعه عن معادلة حوار فرئاسة، بدعوة النّواب في أسرع وقت ممكن إلى جلسة انتخاب رئيس وفقًا لأحكام المادّة 49 من الدّستور، ضمن سلّة كاملة متكاملة من التّوافق سواء على الهويّة الحياديّة لرئيس الدّولة، أو على حكومة إنقاذ من أصحاب الاختصاص ومن خارج الاصطفافات السّياسيّة بكلّ ما للعبارة من معنى. حكومة تكون قادرة على انتشال لبنان من الوحول الّتي دُفع إليها عنوةً وعن سابق تصوّر وتصميم، وبالتّالي سحب اللّبنانيّين من نفق الخوف والعوز والقلق على المصير".

وجزم باسين أنّ "المرحلة دقيقة للغاية، وتتطلّب لمواجهة الخطر الوجودي المحدق بلبنان، تقديم التّنازلات ووقف ​سياسة​ التّسويف والمماطلة واللّعب على حافّة الهاوية، خصوصًا أنّ النّازحين من الجنوب والبقاع والضّاحية الجنوبيّة لبيروت الّذين لم يتمكّنوا من الالتحاق بمراكز الإيواء، يفترشون الأرض في السّاحات وعلى الأرصفة؛ وسط تعمّد العدو الإسرائيلي تهديم القرى والمدن والبنى التّحتيّة للدّولة".

وحذّر من "مخاطر البقاء في دوّامة الشّغور الرّئاسي، خصوصًا أنّ بوادر الحرب الإقليميّة الشّاملة تلوح في الأفق. وقد تذهب بالمنطقة إلى ما لا تُحمد عقباه، لاسيّما أنّ مجنون الكيان الصّهيوني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد صمّ أذنيه عن سماع صوت الحقّ والإنسانيّة، وسبق له أن مزّق ميثاق الأمم المتّحدة أمام الجميع، كدليل قاطع على عدم اعترافه بالقوانين والمعاهدات والمواثيق الدّوليّة؛ وعلى تحدّيه للمجتمع الدّولي".