ترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في السرايا الحكومية، اجتماعا ضم الوزراء المعنيين بخطة لبنان للاستجابة للازمة التي يمر بها بمشاركة الامم المتحدة والدول المانحة، شارك فيه عدد من الوزراء وسفراء عدد من الدول وممثلين عن المنظمات الدولية والإنسانية.

وأشار ميقاتي، في كلمته، الى أن "لبنان يتعرض لعدوان مستمر، في انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي. حتى اليوم، استشهد حوالى 2400 شخص وأصيب أكثر من 10 آلاف آخرين، ونزح حوالى مليون شخص من شعبنا بسبب الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل ولا تزال الخسائر في ارتفاع مستمر".

ورأى أنه "في هذا الظرف العصيب، من الضروري المضي قدما في تنفيذ خطة الاستجابة اللبنانية لتعزيز الخدمات العامة وضمان دعم المؤسسات اللبنانية بشكل كافٍ، إلى جانب تقديم المساعدة الإنسانية الفورية".

ولفت الى أن "لبنان يعيش واحدة من اخطر الازمات وبات لديه أعلى معدل للنازحين دوليًا وليس في استطاعته لوحده توفير الحاجات الأساسية لجميع السكان المعرضين للخطر على أراضيه في الأمدين القريب والمتوسط. وبالتالي فإن المساعدة المقدمة من المجتمع الدولي، كما تم تقديرها وانعكاسها في خطة الاستجابة تشكل أهمية قصوى وأولوية قصوى في الظرف الراهن".

بدوره، لفت الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، الى أن "في هذه الأوقات غير المستقرة، لا يمكن أن يكون هناك شيء أكثر أهمية من العمل معًا لضمان متابعة أهدافنا باستمرار، وتحديد الأولويات وضمان الشفافية والمساءلة ضمن الاستجابة. النتيجة المرجوّة من اجتماع اليوم هي الإشارة إلى موافقتنا المشتركة على تنفيذ خطة الاستجابة للبنان، والاتفاق على العمل معًا كلجنة توجيهية لضمان الإشراف الاستراتيجي على الخطة المشتركة. أمامكم الآن مسودة الشروط المرجعية للجنة التوجيهية لخطة الاستجابة للبنان للموافقة عليها، وكذلك المقدمة للخطة".

وتحدث وزير الشؤون هيكتور حجار، فأشار الى أنه "في اطار خطة لبنان للاستجابة، تلعب الحكومة اللبنانية بواسطة وزارة الشؤون الاجتماعية الدور الأكبر من خلال قيادة التنسيق وتقديم المساعدات المنفّذة للحياة وللفئات السكنية الأكثر هشاشة وتأمين الحياة الاجتماعية لهم ودعم المشاريع التنموية للمجتمع اللبناني المضيف بالتعاون مع الجهات المانحة ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية الموجودة في لبنان".

واستقبل ميقاتي في حضور الابيض، نقيب الأطباء يوسف بخاش على رأس وفد من نقابات المهن الصحية. ‏بعد اللقاء قال بخاش "وضعنا دولة الرئيس ميقاتي في اجواء كل المشاريع التي تقوم بها نقابات المهن الصحية وخصوصا لمواجهة التحديات الكبيرة التي يعاني منها القطاع الصحي والاستشفائي. وخلال هذا الاجتماع ناقشنا مواضيع عدة، أولها ما يخص القطاع الاستشفائي الذي استقبل منذ 17 أيلول الى اليوم أكثر من 11 الف مصاب تمت معالجتهم، لكن علينا كقطاعات معنية التفكير بهذا القطاع والوقوف الى جانب هذا القطاع الاستشفائي الذي خرج من أزمات عدة وهو مستمر بواجباته، خصوصا في ظل استمرار العدوان على لبنان، كما ان عدد الجرحى الى تزايد مستمر".

واضاف "اما الموضوع الثاني الذي بحثناه مع رئيس الحكومة فيتعلق بجرحى الحرب، ونحن كأطباء ومستشفيات استطعنا معالجتهم الى اليوم، لكنهم بحاجة الى متابعة وعلاج وجراحات ترميمية وتأهيل جسدي ونفسي. ووضعنا أمام رئيس الحكومة المقترحات والسبل اللازمة للوقوف الى جانب هؤلاء الجرحى الذين يحتاجون إلى مسار طويل من العلاج، ربما لأسابيع او أشهر او سنوات. الأمر الأخير الذي تحدثنا فيه هو موضوع النزوح وتخطي عدد النازحين المليون ومئتي الف لبناني وهناك مشاكل صحية بدأت تظهر في مراكز الايواء، خصوصا اننا على ابواب فصل الشتاء، ووضعنا كل خبراتنا وقدراتنا بتصرف الحكومة ووزارة الصحة، فنحن نفكر سويا في آلية عمل للوقوف إلى جانب جميع المتطوعين كي تصل الخدمة إلى كل النازحين والمواطنين".

وردا على سؤال عن مسار المفاوضات لوقف اطلاق النار، قال بيرم: "المطلب اللبناني الاساس هو العمل على وقف إطلاق النار، هذه الأولوية اللبنانية لدى كل اللبنانيين وقف العدوان الإسرائيلي، وما يجري في المطابخ، فإن الرؤية لم تكتمل بعد في هذا المجال، وبالنسبة الى الاسرائيلي فهو إلى الآن لم يستطع أن يحقق أهدافه".