تختلف الحرب التي تشنّ على لبنان حالياً كثيراً عن تلك التي شُنّت في العام 2006، حتى إن أسلوب الهجوم الذي اعتمدته اسرائيل مختلف تماماً، والبداية كانت مع تفجير أجهزة "البايجرز" وصولاً الى إغتيال قادة من "حزب الله" من الصف الاول فإغتيال الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، إخترقت اسرائيل كلّ المحرمات بذلك وقامت بقصف الضاحية الجنوبية والبقاع وبعلبك ومناطق مختلفة في لبنان بذرائع مختلفة... هذا كلّه حصل ورغم ذلك يبقى التساؤل الأبرز الى متى سيطول أمد الحرب؟.
"حتى الساعة لا يبدو أن قرب التوصل الى وقف لاطلاق للنار قريب أو بمعنى آخر إنتهاء الحرب خصوصا وأن الاسرائيلي لا يزال يتحمّل الخسائر التي يتكبدها بالبرّ". هذا ما تراه مصادر مطلعة، لافتةً عبر "النشرة" الى أن "الحرب التي يقوم بها اليوم هي في اطار "حرب الوجود"، تشير المصادر الى أن "ما بعد 17 أيلول 2024 في لبنان هو غير ما قبله، فالى هذا التاريخ الذي فجّر فيه الاسرائيلي أجهزة "البايجرز" ومهما كانت نتيجة الحرب حتى ذاك الحين اسرائيل ستكون خاسرة ومحور المقاومة هو الفائز".
تلفت المصادر الى أنه "أسبوع 17 أيلول الدموي في لبنان وعلى "حزب الله" غيّر كثيراً في توازنات الحرب التي خاضتها اسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 تاريخ عملية الطوفان الاقصى ورغم كل التدمير الذي ألحقته بغزّة كانت لا تزال في معادلات الربح والخسارة خاسرة، ولكن عملية اغتيال السيّد نصرالله قلبت كل الموازين واستطاعت أن تقوم بنوع من التوازن في الخسارات وأن تعوّض الاستنزاف الذي حصل طيلة سنة".
تشرح المصادر أن "الايرانيين إتكلوا على المفاوضات ولم يفكروا في عملية ردع تل ابيب وحاولوا تعويض الضربة التي تلقوها باطلاق الصواريخ على اسرائيل أما "حزب الله" فيحاول التعويض بالحرب البريّة وفي النهاية يجب علينا أن ننتظر ماذا سينتج عن الميدان". تؤكد المصادر أن "إيران استعملت الدفاع المتقدّم الذي هو "حزب الله"، وأي كلام عن تخلّيها عنه أو تقديمه كذبيحة على طاولة المفاوضات غير منطقي لسبب بسيط لأنّه الذراع الذي تقاتل به خارج ارضها، فإذا انتهى ستكون مضطرة لخوض معاركها بنفسها".
"حضور السيّد نصرالله كان طاغيا في المشهد اللبناني". هذا ما تؤكده المصادر، وتلفت الى أننا "سنكون أمام مشهد جديد بعد إنتهاء الحرب والخوف اليوم من مشهد متشددين في "حزب الله"، وتوضح المصادر على أنه "يجب أن نرى أيضا كيف ستنتهي هذه الحرب؟ وكلما تكبّدت اسرائيل الخسائر كلما قصر وقت أمدها وانخفض سقف الاهداف، والاكيد أن الحزب لم ينسَ دروس الحروب السابقة مع لبنان".
في المحصّلة يبقى التركيز الاساس هو على الاشتبكات التي تحصل برا في الجنوب وهناك يستطيع "حزب الله" أن يصنع معادلة ردع تخلط الاوراق وتفرض على اسرائيل مراجعة حساباتها وكلما صنع "حزب الله" الانجازات في الميدان كلما انتهت الحرب اسرع...