أكّد سفير لبنان في تونس طوني فرنجية، في حوار مع وكالة "سبوتنيك"، أن "تداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان كبيرة جدا، فالآلة التدميرية الإسرائيلية مسحت كل البنى التحتية والمستشفيات، حيث أصبحت أربع أو خمس مستشفيات في الجنوب خارج الخدمة، وقصفت المنازل السكنية والأماكن التجارية والتراثية واستهدفت المدنيين وحتى قوات الطوارئ الدولية وطواقم الإغاثة والطواقم الطبية".
وشدد على أنّ "للأسف المسلسل الإجرامي الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي ما زال متواصلا على الأراضي اللبنانية وبشكل متصاعد، وعلى الرغم من كل النداءات والمساعي والجهود الدولية من قبل الدول الصديقة لوقف إطلاق النار، كي تتاح الفرصة أمام النازحين وأركان الدولة اللبنانية للقيام بواجباتهم تجاه أعمال الإغاثة الأولية والطارئة، فإن هذه المحاولات قوبلت بتعنت إسرائيلي.
واعتبر فرنجية أنّ تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي حول أن أي مفاوضات ستجرى تحت النار، "تعكس النية الحقيقية للطرف الإسرائيلي الذي لا يبحث عن السلام أو الدفاع عن أمنه القومي، وإنما عن فرض شروط تناسب مصالحه التي أصبحت واضحة، وهي القضاء على الحياة المدنية في جنوب نهر الليطاني. وهو يحاول أن يفعل بلبنان ما فعله بقطاع غزة، وجرائمه في حق المجموعات السكانية والمدنية ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم إبادة".
وركّز على أنّ "اليوم تحاول إسرائيل من خلال القوة العسكرية ومن خلال القصف العشوائي، ترويع الناس والنازحين الذين تخطوا مليون ومائتي شخص أن تقوي موقعها التفاوضي، وجر لبنان إلى شروط مجحفة لا يمكن أن نقبل بها"، مذكّرًا بأنّه "سبق وأن وافق لبنان قبل توسع الحرب على وقف إطلاق النار، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تملّص ولم يفِ بوعده. وهذه الخطوة هي جزء من اللعبة الإسرائيلية الخبيثة في محاولة إلى الوصول إلى تحقيق غايات مبيتة، تبدو في ظاهرها أنها محاولة للتهدئة، ولكنها تخفي في باطنها مساعي لفرض شروط غير قانونية على لبنان، تتضمن اعتداءً على سيادته مع المحافظة على مناطق جغرافية متاخمة تحت سيطرته".