أشار قائد حركة "أنصار الله" اليمنيّة عبدالملك بدرالدين الحوثي، إلى أنّ "ببالغ الحزن والأسى، تلقّينا نبأ استشهاد رئيس المكتب السّياسي لحركة "حماس" القائد يحيى السنوار، في ميدان المواجهة والبطولة والشّرف، ثابتًا صابرًا، مجاهدًا محتسبًا، حرًّا عزيزًا، مقدّمًا نموذجًا راقيًا وملهمًا في الاستبسال والتّفاني في سبيل الله والثّبات على الموقف الحق".
وأكّد في بيان، أنّ "تضحيات الشّعب الفلسطيني المظلوم ومجاهديه الأعزّاء، لن تضيع أبدًا، وإنّ الله هو نصير عباده المظلومين والمستضعفين الّذين يتحرّكون في سبيله، ويؤدّون مسؤوليّاتهم وواجباتهم المقدَّسة في مواجهة الطّغاة المجرمين المستكبرين، ويتوكلون على الله ويثقون به، ومهما كانت المعاناة، فالوعد الإلهي بزوال الكيان المجرم متحقّقٌ وآتٍ حتمًا لا ريب في ذلك".
ولفت الحوثي إلى أنّ "السنوار قد خاض أشرس المواجهة، برفقة الإخوة المجاهدين في قطاع غزة، في التّصدّي للعدوان الهمجي الإسرائيلي، في ظروفٍ صعبة جدًّا من الحصار والمعاناة الكبيرة والتّدمير الشّامل، والخذلان المؤلم من المحيط العربي والإسلامي، ومع كلّ ذلك كانوا ولا يزالون صابرين ثابتين".
وركّز على أنّه "إذا تصوّر العدو الإسرائيلي أنّ استشهاد السّنوار سيؤدّي إلى انهيار جبهة الجهاد الكبرى في قطاع غزة العزّة، وكسر الرّوح المعنويّة للمجاهدين، فهو واهم، وهي آمالٌ سرابيَّة"، مبيّنًا أنّ "حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس" هي حركةٌ معطاءةٌ ومتماسكةٌ، وقدّمت الشّهداء القادة من يومها الأول، باستشهاد مؤسّسها وقادةٍ من أبرز قاداتها، ولكنّها لم تضع راية الجهاد، ولم تترك الميدان، ولم ترفع راية الاستسلام، بل واصلت مشوارها التّصاعدي في الجهاد والبناء وتطوير القدرات، والاستمرار في العمل في مختلف المجالات، وتصدّرت السّاحة الفلسطينيّة، وهي تدافع عن شعبها وعن المقدّسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى الشريف؛ وعن أرض فلسطين المباركة".
كما رأى أنّ "تقديم العدو الإسرائيلي لجرائمه في قتل القادة المجاهدين، كإنجازٍ يطمع أن يتحقّق له به أهدافه، هو تصوّرٌ خيالي، وتجاهلٌ للحقائق الماثلة في الواقع، فـ"حماس" لم يسبق لها أن تراجعت لذلك، وكذلك حركة "الجهاد الإسلامي" بعد استشهاد القائد فتحي الشقاقي، واصلت مشوارها بكلّ عنفوانٍ وثبات، وها هو "حزب الله" في لبنان يعلن مرحلةً جديدةً من التّصعيد ضدّ العدو الإسرائيلي، ويقاتل بثبات واستبسال؛ ويُمَرِّغ أنوف جنود العدو الإسرائيلي وضبّاطه في التّراب".
وأعلن الحوثي "أنّنا في جبهة الإسناد لغزّة العزّة والشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، من يمن الإيمان والحكمة والجهاد، في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، نؤكّد مواصلة مسارنا التّصعيدي في العمليّات العسكريّة الجهاديّة في البحار، وكذلك بالقصف بالصّواريخ والمسيَّرات إلى عمق فلسطين المحتلّة، ضدّ العدو الصّهيوني، في إطار المرحلة الخامسة من التّصعيد، إلى غير ذلك من أنشطة الإسناد في كلّ المجالات، بكلّ ما نستطيع"، مشدّدًا على أنّه "مهما كانت مكائد الأعداء وعمليّات القصف والعدوان الأميركي على بلدنا، لن نتخلّى أبدًا عن نصرة الشّعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزّاء".