أكّد رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" سمير جعجع، أنّ "نوّاب تكتّل "الجمهوريّة القويّة" سيحضرون جلسة انتخاب اللّجان النيابيّة وهيئة مكتب المجلس، الّتي دعا إليها رئيس مجلس النّواب نبيه بري غدًا الثّلثاء، إلّا أنّ موقف التكتّل سيُحدّد بعد استكمال التّشاور مع باقي الكتل، لنرى ما هو الأنسب في هذه المرحلة، مع تشديدنا على الالتزام بالانتظام الدّستوري".
وهنّأ، في حديث لموقع الـ"mtv"، برّي "الّذي وعلى الرّغم من الظّروف الّتي نعاني منها، دعا إلى هذه الجلسة، ولكن كان الأجدى به أن يكون حريصًا أيضًا على الدّعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهوريّة، وهي مؤسّسة دستوريّة قائمة بذاتها وتفوق بأهميّتها سائر المؤسّسات، خصوصًا أنّه مرّ عامان على الشّغور الرّئاسي، كما أنّ الوضع الحالي يحتّم الدّعوة فورًا إلى جلسة مفتوحة بدوراتٍ متتالية لانتخاب رئيس".
وعمّا إذا كان من الأفضل تأجيل انتخاب الرّئيس إلى ما بعد وقف إطلاق النّار، كي لا تنفجر الأزمات الحاليّة كلّها في وجهه، اعتبر جعجع أنّ "على العكس، بل لأنّ البلد يمرّ في حالة حربٍ شعواء، يجب أن تُستكمل المؤسّسات الدّستوريّة، خصوصًا أنّ من يدير البلد اليوم مجلس وزراء "أكل عليه الدّهر وشرب"، بفعل حصريّة صلاحيّاته بتصريف الأعمال، ما يؤدّي إلى شبه شللٍ في عمل المجلس النّيابي، ويحتّم ذلك انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة؛ وفتح المجلس النّيابي ليلًا ونهارًا لمواكبة ما يحصل".
وردًّا على ما قاله أخيرًا رئيس "التيّار الوطني الحر" النّائب جبران باسيل، عن إدراجه اسم جعجع على لائحة المرشّحين للرّئاسة، ضحك جعجع كثيرًا، وأضاف: "أُكتب الإجابة "وضحك وضحك طويلًا".
وتعليقًا على كلام رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، عن أنّ "المرشد والمسؤولين والشّعب الإيراني هم الركيزة الأساسيّة للبنانيّين"، أشار إلى أنّ "العلاقة بين لبنان وإيران التّاريخيّة كانت ممتازة، إلى حين الانتقال إلى الجمهوريّة الإسلاميّة، ولكن ما قاله قاليباف غير صحيح، فإيران كانت ركيزة لفئة محدّدة من اللّبنانيّين هي "حزب الله"؛ ما أدّى الى نشوء دويلة على حساب الدّولة".
وركّز على أنّه "لو أرادت إيران أن تكون ركيزةً للبنان، لكانت ساعدت الدّولة اللّبنانيّة لا حزبًا، كما أنّ تصرّفات إيران في لبنان نغّصت حياة اللّبنانيّين طيلة ثلاثين سنة، ومنعت قيام دولة حقيقيّة، وجعلت "حزب الله" يقيم تحالفات مع فاسدين، ما أدّى الى انهيار الاقتصاد ونشوب الكثير من الأزمات؛ واندلاع حروب نأمل أن تكون هذه الحرب آخرها".
كما أشاد جعجع بالموقف اللّبناني الرّسمي من كلام قاليباف، ورأى أنّه "بصيص أمل بقدرة المسؤولين الرّسميّين على اتخاذ مواقف محقّة وصلبة"، لافتًا إلى "أنّه كان يأمل أن يُبلّغ هذا الموقف إلى "حزب الله" قبل الآن بكثير، لربّما كنّا تجنّبنا بعض ما وصلنا إليه".
وردًّا على سؤال حول من هي ركيزة الشعب اللبناني، أجاب: "يُفترض أن تكون الدّولة اللّبنانيّة الّتي مُنعت من تأدية دورها، وأصدق دليل على ذلك أنّ المعارك الدّائرة اليوم هي لمصلحة النّفوذ الإيراني في المنطقة، وقد حذّر كثيرون من هذه الحرب منذ فترة طويلة، من دون أن تقوم الحكومة الحاليّة المعروفة بانتماء أكثريّتها بأيّ دورٍ لتجنّب هذه الحرب".
وشدّد على أنّ "تسلسل الأحداث والمواقف المعلنة أميركيًّا وأوروبيًّا وعربيًّا، يوحي بأنّ هذه الحرب لن تنتهي "على زغل"، كما أنّ بعض اللّبنانيّين باتوا يملكون من الوضوح والجرأة ما يجعلهم يرفضون استمرار الواقع الذي كنّا نعيشه، زد على ذلك أنّ بعض المسؤولين الّذين باتوا يطالبون بتطبيق القرار 1701، انضمّوا إلى ما كنّا نقوله؛ ولو بطريقة أكثر خجلًا حفاظًا منهم على "خطّ الرجعة"، مؤكّدًا أنّ "هذه الحرب يجب أن تنتهي بشكلٍ واضح، وأنا متفائل بذلك".