اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية أن التهديد الأمركي بحجب المساعدات العسكرية الحاسمة، في مثل هذا الوقت الخطير، ليس إهانة صارخة فحسب، بل هو أيضا إجراء قصير النظر من شأنه أن يطيل أمد الحرب حتما، خاصة بعد مقتل زعيم "حماس" يحيى السنوار، مشيرة إلى أن إرغام إسرائيل على إرسال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، لن يؤدي إلا إلى إعطاء "حماس" المحاصرة دعماً للحياة، في وقت حيث يتعين على العالم أن يدعوها إلى الاستسلام.
ورأت أن "الرسالة وتوقيتها يرمزان إلى النهج المثير للشفقة الذي تنتهجه إدارة جو بايدن تجاه السياسة الخارجية في الشرق الأوسط، والذي يقيد إسرائيل في كل منعطف بينما يمنح شيكًا مفتوحًا تقريبًا لإيران، وبالتالي لوكلائها، لإحداث الفوضى في المنطقة".
وأشارت إلى أن "المؤسسة الديمقراطية حاولت تحجيم إسرائيل منذ بداية الحرب، وطالبتها في كل منعطف بتقديم خطط لحماية المدنيين، وهو مطلب صعب للغاية في أي حرب، ولكن أكثر صعوبة عندما يتعلق الأمر بمحاربة عدو يختبئ تحت السكان المدنيين كحجر زاوية لاستراتيجيته"، لافتة إلى أن "الطلب الأخير الذي تقدم به البيت الأبيض للقدس بزيادة المساعدات إلى غزة ليس بالأمر الجديد".
وأوضح أن "إدارة بايدن-هاريس كانت عازمة على كسر الحصار القانوني الذي تفرضه إسرائيل والمطالبة بإعادة إمداد عدوها الإرهابي لشهور. حتى أنها أخرت غزو إسرائيل لرفح - المكان الذي عُثر فيه لاحقًا على ستة رهائن، بما في ذلك أميركي، مقتولين في أنفاق إرهابية على عمق 65 قدمًا (20 مترًا) تحت الأرض؛ وحيث قُتل السنوار في النهاية - بمطالب مماثلة، وهددت بمنع المساعدات وشحنات الأسلحة إذا دخل الإسرائيليون".
ورأت أن "هذه الحيلة الواضحة التي استخدمها الديمقراطيون لجمع بضعة أصوات في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان ذات الأغلبية العربية كانت سبباً في إعاقة المجهود الحربي الإسرائيلي وإطالة أمد القتال، مما أدى إلى المزيد من الدمار وعدم الاستقرار، الأمر الذي ألقت واشنطن باللوم فيه بعد ذلك على الدولة اليهودية"، قائلة: "قد يكون هذا الأمر فظيعاً في حد ذاته، ولكن الضربات المستمرة التي تتلقاها إسرائيل من الإدارة الأميركية تصبح أكثر إثارة للغضب عند مقارنتها بنهجها تجاه إيران".
وأشارت إلى أن "الحزب الديمقراطي مهتم أكثر باستمالة أنصاره من الناخبين المؤيدين لحماس من خلال إدانة إسرائيل علناً، أكثر من اهتمامه بالتمسك بما ينبغي أن يكون التزاماً أميركياً صارماً تجاه الدولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة مليئة بالجهاديين وعدم الاستقرار"، معتبرة أنه "ليس من قبيل المصادفة أن يأتي التهديد الديمقراطي الأخير ضد إسرائيل قبل أسابيع فقط من انتخابات حاسمة، وينبغي للناخبين الذين يضعون إسرائيل على رأس قائمة أولوياتهم أن يأخذوا هذا في الاعتبار أيضًا".