بحث شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى في دار الطائفة في بيروت مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، ضمن زيارة تعارف ضمن إطار جولتها البروتوكولية على المسؤولين والمرجعيات الروحية في لبنان، في التطورات والمستجدات العسكرية والأمنية الراهنة على الساحة اللبنانية وتداعيات الحرب على المنطقة الحدودية والاغتيالات والاستهدافات خارجها، وما تخلّفه تلك الحرب من دمار وتهجير سكاني وخسائر في الأرواح والممتلكات والقضايا المتصلة بالنازحين من أبناء الجنوب والضاحية الجنوبية، الى جانب الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة في ما يتعلق بالمهام المنوطة بقوات حفظ السلام "اليونيفيل".
كما تناول اللقاء الخلل المؤسساتي الحاصل في السلطة اللبنانية، نتيجة الفراغ في سدّة رئاسة الجمهورية، وأهمية لقاء المرجعيات الروحية ودورها في التخفيف من وطأة الأزمات وسبل إيجاد المناخات الإيجابية والتكافل الاجتماعي المطلوب.
وفي هذا السياق شدّدت بلاسخارت على "أهمية تطبيق القرار الدولي 1701، الكفيل وحده بوقف الحرب الدائرة، وان الإخلال في فهم وتطبيق القرار المذكور سابقاً هو من أوصل البلدين الى النزاع الحاصل بينهما اليوم، حيث ننظر الى نتائج ذلك وتداعياته بقلق كبير ومؤسف جداً، وبخاصة لجهة ما يتصل بالوضع الإنساني. من هنا لا يوجد حلّ عسكري من شأنه أن يوفّر الأمان لأي جهة، وانما في العودة الى الجهد الديبلوماسي لضمان سلامة المدنيين لكلا الطرفين على جانبي حدود الخط الأزرق والعودة الى التزام تطبيق هذا القرار ذات الصلة".
ولفتت الى "أهمية القيام بالمساعي التي تؤول في النهاية الى إجراء انتخابات لرئاسة الجمهورية، لتعزيز إدارة شؤون البلاد وتمتين المؤسسات، في ظل التحدّيات الحاصلة".
بدوره، عبّر ابي المنى عن تطلعه الى "ممارسة الضغط المطلوب من الأمم المتحدة وعواصم القرار كافة على إسرائيل، لوقف حربها على لبنان وما تتركه من تداعيات كارثية ومأسوية وإنسانية مروّعة، وادانة الجرائم والمجازر التي ترتكبها يومياً في حق مدنيين وضحايا أبرياء وأطفال ونساء". مشيراً الى "نداءاتنا العديدة حول "ضرورة الأخذ بالقرار الأممي 1701 وتطبيقه كاملاً، او في العودة الى إحياء الهدنة، للوصول الى النتائج العملية التي نتوخاها بوقف الحرب وإفساح المجال أمام الدبلوماسية للعب دورها في ضمان الاستقرار المطلوب".
كما شدّد على "التضامن الداخلي المطلوب بين اللبنانيين، للصمود في وجه العدو الإسرائيلي وشتّى التحديات والمخاطر التي تواجه بلدنا اليوم، والاستعجال في تبني الحلول الوطنية الجامعة فيما يتعلق برئاسة الجمهورية، بما يحصّن البلد ويدعّم مؤسساته ويعزّز دور الدولة فيه وضمان الاستقرار لأبنائه".