انهت إسرائيل استهدافاتها لبنك الاهداف العسكرية واللوجستية والمالية التابعة لحزب الله، من دون وصولها إلى نتائج عملية: لا صواريخ الحزب تراجعت فاعليتها، ولا مقاتلوه انهزموا امام جيشها، بل يخوضون أشرس المعارك على الحدود الجنوبية.
لكن تل ابيب عمدت إلى رفع منسوب الضربات الجوّية ضد المدنيين اللبنانيين وممتلكاتهم في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، حيث لا صلة لمعظم هؤلاء المدنيين، ولا علاقة لاصحاب تلك المباني بالحزب، خصوصاً في مدينة صور التي تتعرض لأعنف استهدافات تدميرية.
واذا كانت اسرائيل ترغب في زيادة الضغوط على لبنان بملف النازحين واعادة اعمار ما تهدّمه الحرب، وتحميل المسؤولية لحزب الله، فإنّ ضرباتها بدأت تُعطي نتائج عكسية، في وقت بات الحزب يملك كل الحجّة بضرب اهداف غير عسكرية في اسرائيل، وتحديداً تلك التي تسبّب الماً لتل ابيب، اي المنشآت والمعامل الاقتصادية في حيفا وعكّا والضواحي وكل المناطق الشمالية.
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن الحزب تدرّج في استهدافاته، واستعاد عامل التنسيق بين وحداته بعد النكسات التي كان تعرّض لها، وهو سيؤلم إسرائيل أكثر فأكثر.
ولهذه الاسباب، باتت المصلحة الدولية، وخصوصاً التي تتعاطف مع تل ابيب، تقضي بوقف الحرب، علماً ان الاسرائيليين يروّجون للتوجه نحو انهاء عملياتهم خلال الأسبوعين المقبلين، اي بالتزامن مع صدور نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد ممارسة تدمير واسع في مناطق لبنان المُستهدفة حالياً.
ويتحدث مطَلعون في مجالسهم عن ان أشكال المواجهة الجديدة بين الحزب وإسرائيل ستؤدي إلى القول: انظروا إلى مصانع ومنشآت حيفا التي عدّدها يوماً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل اغتياله.