أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنه "للمرة الحادية عشرة، يأتي وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إلى المنطقة، في زيارة تستغرق أسبوعا، ويرى العديد من المحللين أن جولة بلينكن هذه المرة هي الأهم، لثلاثة أسباب، أولها أنها تأتي قبل الانتخابات الرئاسية في بلاده بعدة أيام، ونعرف جميعا أن الشرق الأوسط وقضاياه على رأس موضوعات الحملات الانتخابية والمنافسة بين المرشحين الاثنين، دونالد ترامب وكامالا هاريس".

وأوضحت الصحيفة، أن "السبب الثاني، هو خوف الإدارة الأميركية من اتساع نطاق المواجهات الدائرة حاليا في غزة وجنوب لبنان إلى حرب شاملة، تؤدي إلى خسارة الغرب لكثير من مصالحه بالمنطقة، خاصة إمدادات النفط والغاز. وأما السبب الثالث، فهو محاولة احتواء برميل البارود المتفجر، المتمثل في تهديدات إسرائيل بتوجيه ضربة انتقامية لإيران، ردا على الهجمات الصاروخية الإيرانية على تل أبيب قبل أسابيع".

وأشارت إلى أن "الخبراء يؤكدون أنه لن يحدث أى اختراق للأوضاع القائمة حاليا، وسيتجمد الوضع إلى حين ظهور نتائج الانتخابات في واشنطن، ومعرفة الساكن الجديد للبيت الأبيض، وبطبيعة الحال، فإن العواصم العربية التي سيزورها بلينكن، بما فيها القاهرة، سوف تعيد على مسامع وزير الخارجية الأميركية تكرار الموقف العربي الثابت، وهو أنه لا إيقاف للتوتر الراهن إلا بالتوصل إلى حل جذري، يقوم على وقف النار فورا من جانب إسرائيل، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة بأسرع وقت ممكن، مع إطلاق سراح الأسرى، وذلك كله تمهيدا لبدء مباحثات جادة تقوم على حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وبدون ذلك السيناريو سوف تتواصل إراقة الدماء، وسيمتد حبل الكراهية إلى نتائج لا يعرف عاقبتها إلا الله سبحانه، وستكون إسرائيل نفسها أول الخاسرين".

ولفتت إلى أن "بلينكن لا يملك أوراق ضغط حقيقية على إسرائيل، ومع ذلك فإن الآمال معقودة على بدء تغيير هذا الموقف الأميركي المساند لإسرائيل على طول الخط، وطبعا لن يحدث هذا التغيير مادامت فرص نجاح المرشح الرئاسي الأميركي متوقفة على الدعم الذي يقدمه اللوبي اليهودي لهذا المرشح أو ذاك، ومن هنا يبقى الأمل معقودا على قوة ضغط العواصم العربية، التي سيحل بلينكن ضيفا عليها خلال جولته، فهل تملك هذه العواصم مقدرة فعلية على الضغط على الإدارة في البيت الأبيض لتخفيف هذا الانسياق التام للتصلب والعناد من جانب قادة إسرائيل؟ لننتظر إذن نتائج جولة بلينكن الحادية عشرة بالمنطقة".