أشارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، إلى أنّ "في ظلّ تصاعد النزاع المسلّح في لبنان، تواجه النساء والفتيات معاناة لا توصف، ذلك أنهنَّ في حاجة ماسة إلى استحداث مراكز إيواء تؤويهنّ، وإلى مواد التدفئة، وإلى غذاء مغذٍّ، بالإضافة إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة، فضلاً عن الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وضمان حقوقهن وكرامتهن".
ولفتت، في بيان بعنوان: "النساء والفتيات يواجهن مخاطر جسيمة على صحتهن وسلامتهن وكرامتهن وسط النزاع المسلّح في لبنان وفق هيئة الأمم المتحدة للمرأة"، إلى أنّ "التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة حول المرأة والسلام والأمن، يكشف عن أن نسبة النساء اللواتي يُقتلن في النزاعات حول العالم قد تضاعفت العام المنصرم، حيث باتت نسبة النساء 40% من إجمالي القتلى في مناطق الحرب".
وركّزت الهيئة على أنّ "في لبنان، على الرغم من تأثير النزاع على المدنيين من الجنسين، فإن النساء والفتيات يتعرّضن لمعاناة أكبر، نتيجة وضعهن المختلف عن سواهن في المجتمع والأعراف الاجتماعية التمييزية، مما يجعلهن أكثر عرضة للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ويزيد من الأعباء التي يتحملنَها في رعاية الأسر والأعمال المنزلية غير المدفوعة".
وأوضحت أنّ "هذا العبء قد تفاقم بسبب الأطفال الذين توقفوا عن ارتياد المدارس أو الذين يتعلّمون عن بُعد، وبسبب أداء المهام المنزلية في مراكز الإيواء التي تفتقر للتجهيزات المناسبة في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة العامة من أجل الاستحمام أو غسل الثياب، إضافةً إلى دور النساء في إدارة الصدمات النفسيةّ التي يمر بها أطفالهن جراء القصف.
كما شدّدت ممثّلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان، جيلان المسيري، على أنّه "يجب حماية النساء والفتيات، وضمان الحفاظ على الخدمات التي يعتمدن عليها، والاعتراف بدورهن القيادي في التدخلات الإنسانية وبناء السلام ودعمه".
وذكرت الهيئة أنّ "وفقًا لبيان تتبع النزوح الصادر عن المنظمة الدولية للهجرة، فإن 52% من إجمالي النازحين المُسجلين في لبنان، والبالغ عددهم 833,391 نازحًا حتى 24 تشرين الأوّل 2024، هم من النساء والفتيات. وتقدر هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن هذا يعادل نحو 240,000 عائلة، أكثر من 50,000 منها ترأسها نساء، مما يزيد من وهنهن في مواجهة انعدام الأمن الغذائي وندرة سبل العيش وانخفاض المشاركة في سوق العمل".
وأضافت: "تُظهر الاستشارات أن بعض الفئات من النساء -مثل النساء المُعيلات لأسرهن، الأرامل، النساء ذوات الإعاقة، العاملات المنزليات المهاجرات، وكبيرات السن- يواجهن مخاطر متزايدة، ويحتجن لدعم إنساني متخصص. على سبيل المثال، يواجه العديد من اللواتي صرن أرامل حديثاً نتيجة النزاع المستمر، تحدّيات كبيرة في تلبية احتياجاتهن الأساسية واحتياجات أطفالهن، في موازاة الحفاظ على كرامتهن. كما أعربن عن مخاوفهن من التعرّض للإخلاء من منازلهن (حين يتسنّى لهنّ العودة)، أو حرمانهن من الإرث أو دفعهن إلى زيجات غير مرغوب فيها؛ وتعدّ حمايتهن أمرًا بالغ الأهمية".
وأشارت إلى أنّ "لهذا، تستهدف هيئة الأمم المتحدة للمرأة هذه الفئات، ضمن مساعداتها بالتعاون مع أكثر من 25 منظمة محلّية بقيادة نسائية ومنظمات حقوق المرأة. تقوم هيئة الأمم المتحدة للمرأة وشركاؤها المحليون، بتقديم مساعدات نقدية طارئة للنساء المعرّضات للخطر، وتوفير مواد التدفئة، وطرود النظافة الشخصية، ووجبات مطبوخة من خلال المطابخ المجتمعية، إضافةً إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للنساء وأفراد أسرهن".
وأكّدت الهيئة "أنّها تضمن أيضًا المُساءلة في ما يخصّ النساء والفتيات المتأثرات، من خلال الحفاظ على قنوات اتصال ثنائية الاتجاه تُمكّنهن من تقديم الملاحظات وآليات الشكاوى. وتعمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن كثب أيضًا مع شبكتها المكوّنة من 442 من بناة السلام من النساء في جميع أنحاء البلاد، لتعزيز الارتباط بين الإغاثة الإنسانية المراعية للنزاعات، وتعزيز بناء السلام والتماسك الاجتماعي في مراكز الإيواء الجماعية وفي المجتمعات المُضيفة".