لفت مسؤول السّياسة الخارجيّة في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى "أنّني مثّلت أمس، الاتحاد الأوروبي في المؤتمر الدّولي لدعم شعب وسيادة لبنان، في باريس"، مؤكّدًا أنّ "الوضع في لبنان خطير للغاية، ويحتاج إلى جهود عاجلة وضخمة لوضع حدّ للمواجهة العسكريّة بين "حزب الله" وإسرائيل، الّتي تسبّب معاناةً هائلةً للسّكان المدنيّين، وتدمر النّسيج الاجتماعي اللّبناني".
وأوضح في بيان، أنّ "المؤتمر كان مناسبةً هامّةً للمجتمع الدّولي لكي يعيد، في لحظة بالغة الخطورة، التزامه بحشد الدّعم السّياسي والاقتصادي العاجل للبنان. بالنّسبة للاتحاد الأوروبي، لا بدّ من إنشاء مسار قوي وسريع، على أساس سبع خطوات لا غنى عنها".
وفسّر بوريل أنّ "الخطوة الأولى هي وقف إطلاق النّار: فبدون تعليق الأعمال العدائيّة، لن يكون هناك شيء ممكن. وفي هذا الصّدد، من الضّروري إرساء مبدأ المساءلة عن انتهاكات القانون الدّولي الإنساني"، مبيّنًا أنّ "الخطوة الثّانية يجب أن تكون تنظيم انتخابات رئاسيّة تمّ تأجيلها لفترة أطول ممّا ينبغي، في أقرب وقت ممكن".
وذكر أنّ "الخطوة الثّالثة هي تنفيذ مضمون لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الّذي من الواضح أنّ المصالح خارج لبنان أحبطت تنفيذه. وفي هذا الصّدد، علينا أيضًا أن نعترف بوضوح بالمسؤوليّة الّتي يتحمّلها "حزب الله" وإيران. وتتطلب استعادة سيادة لبنان على أراضيه أيضًا، نشر القوّات المسلّحة اللّبنانيّة في جميع أنحاء البلاد، وفي الجنوب، حيث يجب أن تصبح القوّة العسكريّة الوحيدة الموجودة".
كما أفاد بأنّ "الاتحاد الأوروبي يدعم القوّات المسلّحة اللّبنانيّة، من خلال مرفق السّلام الأوروبي بمبلغ إجمالي قدره 21 مليون يورو حتّى الآن، ومن المتوقّع توفير 40 مليون يورو أخرى في العام المقبل"، مشدّدًا على أنّ "الخطوة الخامسة هي ضمان تواجد قوّات "اليونيفيل" في جنوب لبنان، من خلل منحها تفويضًا جديدًا أكثر قوّة".
ركّز بوريل على أنّ "من الضّروري والعاجل أيضًا أن نقدّم مساعدات إنسانيّة طارئة غير مشروطة للشّعب اللّبناني. إنّ الاتحاد الأوروبي يقوم بدوره وسيواصل القيام بذلك"، كاشفًا عن "أنّنا رفعنا تمويلنا الإنساني لمعالجة عواقب الحرب في لبنان إلى ما يقرب من 80 مليون يورو. وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت المفوضية الأوروبيّة في أوائل تشرين الأوّل الحالي، دعمًا طارئًا إضافيًّا بقيمة 30 مليون يورو للبنان".
وأكّد أنّه "يجب أن نكون مستعدّين لمنح مساعدات اقتصاديّة قويّة بمجرّد انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة"، مشيرًا إلى "أنّنا الآن منخرطون في سباق مع الزّمن بين البداية المحتمَلة للعمليّة السّياسيّة في لبنان، واحتدام معمّم للنّزاع له عواقب لا تحصى. ومن واجب المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده للمساهمة في إعادة السلام إلى لبنان، على أسس متينة تضمن الاستقرار والسّيادة على المدى الطويل. وعلينا أن نختار ونتصرّف وفقًا لذلك، من أجل الشّعب اللّبناني والمنطقة برمّتها".