أكّد متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، أنّ "ما أحوجنا في لبنان إلى الإيمان الحقيقي بالله، وإلى الثّقة التّامّة والرّجاء بما سيقدّمه لنا. "لا تخف، آمن فقط". هذا ما يطلبه منّا الرّبّ الّذي لا يرذل القلب المتخشّع والمتواضع، كما فعل مع النّازفة الدّمّ".
ولفت، خلال ترؤسه خدمة القدّاس في كاتدرائيّة القديس جاورجيوس في وسط بيروت، إلى أنّ "إنجيل اليوم يشكّل علامة رجاء للمؤمن. عندما ماتت إبنة رئيس المجمع، راح الجميع "يبكون ويلطمون"، أمّا يسوع فطمأنهم قائلًا: "لا تبكوا، إنّها لم تمت ولكنّها نائمة"، ثمّ أمسك بيدها قائلًا "يا صبيّة قومي". هذا يعني أنّ ما ليس مستطاعًا عند النّاس، مستطاع عند الله".
وشدّد المطران عودة على أنّ "لبنان المتروك لمصيره سيقوم من كبوته لا محالة، بفضل مَن تبقّى مِن أبنائه الواضعين رجاءهم في الرّبّ، غير يائسين من خلاصهم وخلاص بلدهم. قد يسخر منطق العالم من يقين الإيمان، لكنّنا نحن معشر المؤمنين، على يقين من أنّ الموت ينتفي حيث يكون المسيح معطي الحياة".
وأشار إلى "أنّنا نرفع الصّلاة مع إخوتنا اليونانيّين من أجل بلدهم، في الذّكرى السّنويّة لـ"لا - Όχι" الّتي بها رفضت اليونان الإحتلال الإيطالي إبّان الحرب العالميّة الثّانية، وقاومت ببسالة حتّى حرّرت نفسها، ما دفع برئيس وزراء بريطانيا الرّاحل ونستون تشرشل إلى القول: "العالم بعد الآن لن يقول إنّ اليونانيّين يقاتلون كالأبطال، إنّما الأبطال يقاتلون مثل اليونانيّين".
كما أوضح أنّه "عندما يدافع الإنسان عن قضيّة محقّة وعادلة، يكون النّصر حليفه مهما تأخّر، ومهما نكّل بالإعلام الّذي ينقل الحقيقة أو خوّن واتّهم، ستظهر الحقيقة ويظهر الظّالمون. اللّبنانيّون المتمسّكون باستقلال بلدهم وسيادته واستقراره لن يُخذلوا. المهم أن يؤمنوا بقضيّتهم وأن يتّكلوا على الرّبّ القادر على كلّ شيء".